
رشدي أباظة
خدامين الإخوان «الدستور» و«التحالف الشعبى الاشتراكى»
نحن الآن أمام ثالوث شر مطلق. شر جلى واضح يعلن معاركه ضد الدولة المصرية بقضها وقضيضها دون مواربة أو تخف.
ثالوث يعلن بوضوح الحرب ضد استقرار مصر وعودتها للبناء والاستنهاض.
ضد أن تنهض من فوضى.. وضد أن تنهض من عبث سياسى.. وضد أن تنهض من عبث اجتماعى.. وضد أن تنهض من عبث قانونى..
وحتى ضد أن تكون لها إدارة رشيدة للبلاد وتنهض من إدارة فاشلة أدارت البلاد سنين عددا!
ثالوث الشر هو الإخوان المجرمون والإعلام العالمى المضلل والشائعات والأكاذيب. غير أننى توقفت قليلًا أمام مشهد صغير لحزب الدستور الذى أراد القفز فوق المشهد العبثى أمس الأول ليلة الأكاذيب.
مشهد الراضى بأن يكون ظهرًا ذلولًا للإخوان الهاربين.
ليس لدينا ما يسمى بحزب الدستور. هو واجهة لحركة ٦ إبريل المنحلة.
الحزب حصل على ترخيص من لجنة شئون الأحزاب السياسية.
الدولة منحته موافقة بالعمل بعد أن قدم برنامجًا محدد البنود فإذا به يستغل «مبادرة الدولة» فى إضفاء شرعية العمل السياسى لينقلب على شرعية نفسه. فأصبح أداة لحركة محظورة قانونًا وإرهابية. نحن أمام عملية غسيل أفكار أشبه بعملية غسيل الأموال!
يساند حزب الدستور فى عملية التفريغ السياسى حزب التحالف الشعبى.
المسمى الوهمى يعبر عن زخم جماهيرى منضم لعضوية الحزب. فإذا بك تجد فلولًا لمجموعات يناير تردد نفس الأفكار منذ العام ٢٠١١!
يتحدثون عن التغيير وهم لا يتغيرون.
تخيل أن هذا الحزب قد تواجد فى ظل الزخم السياسى الكثيف منذ ٢٠١١ ولم يستطع أن يقدم أى مشروع سياسى بديل للحزب الوطنى المنحل أو لنظام مبارك الذى رحل، ولا حتى بديل لتنظيم الإخوان الذى تم ترحيله؟
أى أن الحجج الواهية باحتكار السلطة لم تعد ممكنه لأن الأنظمة التى كانت متهمة بذلك أسقطت فى السنوات القريبة الماضية لنجد أنفسنا أمام ظاهرة قد تبدو مصرية سياسية بامتياز وهى احتكار المعارضة!
أى البقاء فى قواعد المعارضة إلى الأبد عزوفًا عن تحمل المسئولية برغم أن الهدف الرئيسى للأحزاب هو الوصول للحكم لتطبيق برامجها وليس بهدف البقاء فى مواقع المزايدة المستمرة على الدولة.
يبدو أن هذه الأحزاب تُمارس تفريغًا استراتيجيًا متعمدًا ليجد الناس أنه لم يعد أمامهم سوى تيارات الإسلام السياسى مرة أخرى؟.
غدًا نكمل