الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثقافة الإريال والتليفزيون المصرى

ثقافة الإريال والتليفزيون المصرى






حين تولت مصر مسئولية تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية الثانية والثلاثين فى عام2019، كانت مصر فى الحقيقة تتحدى نفسها لتنظيم دورة استثنائئية ومختلفة،وكان السؤال الذى يراود الجميع ،كيف يشاهد الناس البطولة من منازلهم على شاشاتهم  الفضية الصغيرة التى أصابعا بعضا من الجمود والثبات حتى باتت مشاهدة التليفزيون الأرضى أمرا من المستحيلات فى ظل تلك الأقمار الصناعية الكثيرة والمتعددة والمتنوعة،تحولت القنوات الأرضية إلى قنوات مهجورة إلا من نشرة أخبار التاسعة التى ظلت تقاوم النسيان،لكن مصر التى تفاجأ الجميع فاجأت الشعب المصرى بمشاهدة البطولة من خلال القناة الأرضية  الجديدة «تايم أسبورت»، وكان السؤال المهم، كيف نشاهد تلك البطولة من خلال قناة تايم أسبورت التى بثت إرسالها أرضيا، خاصة بعد أن نسى المشاهد الوصول للقنوات الأرضية وتخلص بالطبع من الإريال الأرضى الذى كان يتبوأ مقعده فوق التليفزيونات القديمة وهنا بدأ الصراع الكبير والتسابق المحموم والاستغلال غير المحمود للبحث عن هذا الاريال الكنز، وبدأت محلات بيع الأريال تستغل الموقف وتبيع الواحد بمبلغ لم يكن يتخيل البائع فى يوم من الأيام أن يبيعه بهذا السعر، فقد واصل سعره للصعود من عشرة جنيهات حتى وصل إلى سعر 100 جنيه.
ومن الطريف أننى فى رحلة بحثى عن الاريال لاهثا فى الشوارع قابلت سيدة مصرية سعيدة أنها قد احتفظت بإريال تليفزيونها منذ سنوات بعيدة حتى نفع فى هذا اليوم الذى اختفى فيه تماما ،فكان هذا الكنز هديتها لزوجها ولأبنائها ليشاهدوا الافتتاح ومباراة الافتتاح وهم فى سعادة غامرة.
والسؤال الذى يطرح نفسه هل كان من الممكن أن تستغل القنوات الأرضية الحدث لنشاهد عليها وجبة  ثقافية وفنية وعلمية وترفيهية مختلفة ومتنوعة وتكون قادرة على جذب المشاهد المصرى مرة أخرى لبرامجها أم أن الأمر كان صعبا وحدث فجأة مثلما يأتى رمضان دائما فجأة فنستعد له قبله بيوم واحد ونجرى فى الشوارع لنحضر السحور؟
الذى حدث أن المشاهد المصرى وجد نفسه فجأة أمام الشاشة الفضية الأرضية بكل الذى جعله يهرب منها إلى القنوات الفضائية،فلم يكلف نفسه عناء الخيال أنه ربما يجد شيئا ذا بال يكون قادرا على استعادت لهذه الشاشة مؤقتا إلا ما قدمته القناة الجميلة الوليدة عملاقة «تايم اسبورت» ،فقدمت لنا المبارايات والاستديوهات التحليلية التى استضافت كبار نجوم مصر وافريقيا والعالم فتميزت عن القنوات الأخرى أيضا بالمذيعين العرب الذين أضافوا بالطبع، وكان وجود بعض البرامج الجيدة مثل ألعبها صح  وغيرها دور مهم فى بقاء المشاهد أمامها طوال اليوم ،و السؤال الثانى المهم الذى يطل من عيون الناس ،فهل تستطيع هذه القناة الأرضية أن تبث على الأقل مبارياتنا الخاصة بالفرق  والمنتخبات الوطنية ؟ والأهم أن تستمر فى تقديم برامجها الرياضية والمتنوعة لتستمر فى جذب المشاهد المصرى إليها ،وفى تصورى أن الأمر صار أكبر من مجرد مباراة تذاع،الأمر فى تصورى أمن قومى مصرى يجب أن نحافظ عليه ولا نتركة لقنوات لها أجندة معروفة ومحددة وتسعى لها بقوة ،يجب ألا نتركها تلعب ما تشاء فى دماغ شبابنا وتعطيه رسالة مباشرة وقاسية أن دولتك غير قادرة على أن تذيع مباراة لفريقك وعلى أرضك بحجة أن تلك القنوات حصلت على حقوق البث،أهم أن ذلك قد يكون خارج الوطن ولكن الأمر يجب أن يكون مختلفا مع مبارياتنا على أرضنا، أين أصحاب القانون الذين يجدون حلولا لكل شىء وأعتقد أن تايم سبورت بداية الحل؟!
ملحوظة أخيرة وهى عدد الإعلانات الكبيرة والمهمة التى ظهرت على تايم أسبورت والتى تؤكد على حسن وجود القناة وتأثيرها الكبير.