الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الــــزار السيـــاسى»!

«الــــزار السيـــاسى»!






من جميل ما صنعت الأيام الفائتة خروج مجموعات الفوضى على السطح وانتشاؤها ظنًا منها بأن رياح الخراب هبت على الدولة التى استعادت قواها وعافيتها.
الحالة الهيستيرية السياسية سيطرت على هذه المجموعات.

نشطاء موسميون قادهم المقاول البذيء، وجرهم أنفارًا فى عالم هواة السياسة ليعودوا منتكسين لحالة استخدام إخوانى بعدما كانت ثورة ٣٠ يونيو قد منحتهم فرصة العلاج والتعافى!
ليست هذه المشكلة لأن دولة يونيو قد خبرت مجموعات التعاطى للسموم الإخوانية.. لكن المشكلة أن هذه المجموعات راحت تعتقد أنها قادرة على تسويق بضاعتها للجمهور فلما فشلت فى الترويج  المباشر راحت تستخدم نفس أسلوب الإخوان فى التواصل. الاستقطاب، لتستدرج الجمهور إلى حالة دروشة ثورية تُمارس طقوسًا ظاهرية لحالة «زار سياسى» ينهك الجسد المستقطب بحركات عشوائية دون جدوى ودون مضمون سوى حالة استمتاع لحظية بنشوة تغييب العقل والوعى لإقناعه ببذل مجهود مع العلم المسبق أنه بدون نتيجة!

فى الثقافة الشعبية يقام الزار لطرد العفاريت بينما فى مساحات سياسة الهواة يقام «الزار السياسى» لطرد أى محاولة للتفكير المنطقى فى الواقع المحيط.

 غالبًا يلجأ الدراويش للزار عندما يفشلون فى التعاطى مع وسائل العلم الحديث لحل مشاكلهم النفسية فيحيلونها إلى عوالم خفية وغيبية، وهو نفس المنطق الذى يمارسه هواة السياسة العاجزون عن تقديم مشروع سياسى جاد قادر على المناظرة والتنظير وتقديم البدائل وطرح الحلول  فيسلكون طريقًا لحالة الثورة إلى ما لا نهاية ويدعون الجمهور لها ومن أجل ضمان استمرار انجذابه.
فإنهم لا يتوقفون عن استمرار إبهاره بطقوس ثورية لمنعه من الممارسة السياسية الجادة والاكتفاء بحالة الموالد السياسية!
كم يحتاج هؤلاء من التعلم للاستشفاء من حالة التوظيف المسكون بالعبودية وانعدام الوعى وموت الغرض .. لعل الأيام والسنين تجيب؟