السبت 10 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«عم عبدالجواد»

«عم عبدالجواد»






«نفسك فى إيه ياعبدالجواد»؟.. سؤال تقليدى جدا فى نهاية زيارة الرئيس جمال عبدالناصر للمقاتل، عبدالجواد سويلم، والذى فقد نصف جسده، فى معركة خلف خطوط العدو، أثناء حرب الاستنزاف .
المقاتل الذى فقد ساقيه اليمنى واليسرى وذراعه اليمنى وعينه اليمنى، رد بسرعة، نفسى أرجع الجبهة وأحارب ياريس.
«عم عبدالجواد» على مدار 5 سنوات متتالية التقيه فى أكتوبر، إما فى بيته فى أبوصير بالإسماعيلية أو فى القاهرة، الرضا والضحكة المجلجلة، والطيبة تشع من وجهه، كمية الطاقة الإيجابية التى أحصل عليها من الاستماع إليه والحديث معه تكفينى للعام التالى وتفيض.
عم عبدالجواد أول جندى فى العالم يشارك فى الحرب بنسبة عجز ١٠٠%، اشترك فى 18 عملية عبور خلف خطوط العدو، دمر 16 دبابة، و11 مدرعة، و2 بلدوزر، وعربة جيب، وأتوبيسا يحمل جنودًا و6  طائرات إسرائيلية
البطل عبدالجواد محمد مسعد سويلم، فى 20 يوليو 1969، شارك فى دورية صاعقة مكونّة من 19 مقاتلاً، مهمتها تدمير منطقة مخازن سلاح للعدو فى عُمق سيناء.
الدورية نجحت فى مهمتها، ولَغَّمَت المخازن بالعبوات الناسفة التى تنفجر بعد وقت يسمح للدورية بأن تكون على أبعد مسافة من الموقع.
ومع شروق الشمس، كانت الدورية التى كانت بقيادة الملازم أول وقتها، عيد زكى إبراهيم، قد ابتعدت مسافة كبيرة وبدأت تسمع دوى الانفجارات، ولكنها لم تصل لمياةiالقناة لتعود إلى الضفة الأخرى بعد .
قائد العملية الملازم أول  عيد زكى إبراهيم، أمر المقاتلين بالانتشار، تحسبًا لمرور طائرات العدو، لتمشيط المنطقة، وبالفعل ظهرت الطائرة، وبدأت تطلق نيرانها، فتصدى لها البطل عبدالجواد سويلم، وأطلق عليها وابلا من الرصاص من بندقيته الآلية، وقف فى وجه الطائرة، وأجبر قائدها على الابتعاد ليعطى زملاءه وقتا إضافيا للاختباء، عاد الطيار الإسرائيلى وأطلق على البطل الذى يتصدى له بجسده طالبا الشهادة صاروخا، فسقط البطل غارقا فى دمائه .
أصيب البطل فى السادسة والنصف صباحًا، فقد نصف جسده، إلا أنه لم يستسلم، بدأ وأصدقاءه استخدام الرباط الميدانى الخاص به مع «فانلة» داخلية فى ربط الأطراف المبتورة والجروح المؤثرة الأخرى بجسده، وأصدر القائد تعليماته بأن يتناوب كل مقاتل حمل البطل على كتفه مسافة نصف كيلو، والخيار الذى ليس له بديل الجرى بأقصى سرعة تجاه القناة لأنه الأمل الوحيد فى إنقاذ حياة زميلهم المقاتل الذى فقد أكثر من نصف جسده.
وعند منطقة العبور، قام قائد الكتيبة، سمير يوسف، باستقبالهم وأحضر طبيب الكتيبة، وتم وضع سويلم على نقالة، وأجرى لهُ غيارًا للجروح، كما أخذ محلول ملح لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وأحضر القائد مدرعة من بورسعيد لنقله فورًا إلى هناك، وكانت إجابة الطبيب، الصادمة لكُل المتواجدين آنذاك: «الحالة صعبة جدًا.. ساعتين على أكثر تقدير وينتهى الأمر، مافيش أمل يوصل المستشفى خاصة والتحرك بالمدرعة يعنى أنه وزملاءه أصبحوا هدفا سهلا للطيران الإسرائيلى».
لم يستسلم زملاء البطل وقرروا حمله على نقالة إلى بورسعيد، مسافة تصل إلى 25 كيلو، وحياة سويلم تقف على ساعتين كحد أقصى، وفقًا لكلمات الطبيب، ولكن زملاءه أصرّوا على ذلك، وبالفعل ساروا بجوار السكة الحديد، وبجانب الشاطئ الذى يمُر بجانبه شجيرات و«بوص» كثيف، كنوع من أنواع التمويه.
فى الثامنة والنصف صباحًا، بدأت رحلة نقل البطل، 3 من الأبطال تحملوا المهمة كاملة.
الأبطال الثلاثة هم: عبدالفتاح عمران ابن الإسكندرية وصابر عوض ابن المحلة وأحمد يس ابن رأس غارب. والثلاثة حتى اليوم مازالوا على صداقة البطل الشهيد الحى يتزاورون ويصر البطل عبدالجواد سويلم على تقبيل أيديهم كلما التقوا».
البطل الأسطورة نجا، وكان حلمه الوحيد العودة للحرب، وبالفعل عاد لنفس كتيبته وظل بها محاربا حتى النصر، ليسجل اسمه كأول جندى فى العالم يشارك فى الحرب بنسبة عجز ١٠٠%
البطل، الذى أكمل حياته بعد ذلك بشكل طبيعى، وتزوج وأنجب 4 أولاد و4 بنات، ولديه 16 حفيدًا،
عم عبدالجواد  يقول عن حكايته: «مش أنا البطل.. الأبطال هم النقيب سمير يوسف والملازم أول عيد زكى إبراهيم، الأبطال زمايلى التلاتة  اللى حملونى على النقالة 25 كيلو.. عبدالفتاح عمران وصابر عوض وأحمد ياسين».