الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأوقاف وتصحيح المفاهيم

الأوقاف وتصحيح المفاهيم






لا ينكر أحد متابع لملف الدعوة والخطاب الدينى فى مصر أن هناك تحولا كبيرا يحدث نلمسه فى الفترة الأخيرة، ولا أقول إن هذا التغير هو وليد يوم وليلة بل هو نتاج جهود كبيرة قامت بها الأوقاف وفق خطة محكمة للقيام بمهام الدعوة الحقيقية فى نشر المفاهيم الصحيحة للدين ورد على التفكير المتطرف .
إن قضية تصحيح المفاهيم الدينية لا تتطلب مجرد داعية على المنبر يتحدث عن أمور مثل عقوبة السارق أو جزاء تارك الصلاة، أو عذاب أهل النار، ونعيم أهل الجنة وإنما عليه أن يأخذ بيد الناس إلى معالجة شئون حياتهم، وكيفية التعامل فيما بينهم .. وان ينير الطريق لمن يسمعونه إلى المخاطر التى تحيق بنا من كل جانب .
وما يزيد خطة الأوقاف فى عملية تصحيح المفاهيم أهمية هو اعتناؤها بتفعيل دور الإصدارات التنويرية التى تمثل جسرا يعبر بالعقول إلى فهم صحيح ومتفق للعصر وفق رؤية دينية  وسطية، تنير العقول بحقيقة الدين .
ولقد أحسنت الأوقاف وفق تعليمات  العالم المستنير د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ان تقوم بطفرة فى تدريب الدعاة على هذا الدور الهام، وكما اسعدنى حديث وزير الأوقاف فى مجال الخطابة عن وضع مجموعة للخطب العصرية فى سبعة مجلدات، باختيار قضايا الساعة وجمع ما يقرب من 50 خطبة حولها، وإعلانه عن خطة خمسية جديدة لاستراتيجية الدعوة انطلاقا من توجيهات  السيد الرئيس بمواصلة تنفيذ استراتيجية الأوقاف فى تجديد الخطاب الدينى حيث تم العمل  على ثلاثة محاور محور الخطابة بالانتقال من القضايا النمطية إلى الانتقال للقضايا العصرية   ومحور تدريب الأئمة ومحور الترجمة والنشر حيث تمت ترجمة  أكثر من 60 كتابا، وخطبة الجمعة تترجم بـ 18 لغة»  
وفى نفس إطار  الدور التنويرى للخطة الدعوية والدينية  كانت الأوقاف سباقة فى قضية المجالس العلمية التى بدأت تنظيمها من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية  وهو كما أعلن وزير الأوقاف هو مجلس عصف ذهنى يهدف إلى  عقد لقاء شهرى  فى قضية من القضايا الدينية والثقافية على مستوى نخبة كبيرة من المثقفين والعلماء والكتاب بنظام الدائرة المستديرة، وهو أمر من شأنه أن يثرى ليس فقط الساحة الدينية بل الثقافية والاجتماعية   بالعديد من الأفكار والرؤى الإيجابية فى بناء العقول
كما انه فى إطار خطتها العالمية لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن ديننا الحنيف، أطلقت وزارة الأوقاف حملتها الدعوية العالمية الثانية للعام الثانى على التوالى طوال شهر ربيع الأول1441هــ تحت عنوان : (هذا هو الإسلام) بعشرين لغة، من خلال المساجد والمدارس العلمية والندوات والمحاضرات، والقوافل الدعوية، والأئمة الموفدين إلى مختلف دول العالم، وذلك بعشرين لغة بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، قصد بيان الوجه الحقيقى السمح لديننا الحنيف : دين الرحمة والتسامح والسلام .
هذه الحملة تهدف إلى معالجة آثار ما يعرف بظاهرة «الإسلاموفوبيا» وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة التى صدرتها الجماعات المتطرفة عن ديننا الحنيف، وهو دور غاية فى الأهمية يحدث به اكتمال خطة تصحيح المفاهيم.