الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بوتين فى الخليج!

بوتين فى الخليج!






زيارة الرئيس الروسى فيلادمير بوتين للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يجب أن تُقرأ بعناية.

الزيارة ليست عادية ولن تكون. بل هى بداية محطة تحول استراتيجى كبير ستتضح معالمها وخطوطها العريضة السنوات المقبلة.

روسيا حليف قد يكون أكثر إخلاصًا فى عالم السياسة المتقلبة. يؤمن بحلفائه حتى النهاية أو حتى قبل النهاية بخطوات. فعل ذلك مع العراق وليبيا عندما رفض ضربهما وعارضهما معارضة شديدة وفعل ذلك مع الدولة السورية وحماها من الانهيار على يد المخططات الدولية وجماعات الإسلام السياسى.

ويفعل ذلك فى العديد من الملفات الدولية.. يقف مع حلفائه أطول ولا يخونهم عند أول منعطف!
التحالفات الدولية التى لا يقودها الروس تخضع للانتهازية والخيانة حينًا وأحيانًا!

لا يصح أن يعتقد البعض أن جولة الرئيس بوتين فى الخليج نوع من السياحة السياسية؟

الجوله تاريخية وخلفها أجندات.. والأجندات تحددها مصالح!
بقدر ما تستحوذ القوى العظمى على مصادر وأدوات السيطرة.. بقدر ما يكون سلوكها محل تقييم؟

هكذا الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التى وإن امتلكت مواضع القوى إلا أن سلوكها المعلن حتمًا محل تقييم والثقة فيها قابلة للتذبذب.

مساندة الحلفاء أو التخلى عنهم هما أهم معايير تلك الثقة!
التخلى عن الحلفاء ليس فقط هو معيار تقييم الأداء الأمريكى فقط.. بل إن السيناريو المزعوم الذى بات مكررًا هو التوريط بالأفعال. كما حدث مع صدام حسين، أصبح سمة أساسية للسياسة الأمريكية، فإذا ظنت الولايات المتحدة وهى القوى العظمى الأولى أنها قادرة طوال الوقت على فرض الواقع. إلا أن ذلك لا يُحول أن الدفع بالجميع إلى حافة الهاوية سيؤدى إلى ردود أفعال غير محسوبة وحركة نحو تحالفات اضطرارية دفاعًا عن البقاء على قيد الحياة السياسية.

الروس يحتاجون فقط لكى يكونوا حلفاء مخلصين ألا يجدوا الأمريكيين فى نهاية الطريق .ولنا فى الأكراد  -حلفاء الأمريكان-  عبرة. بعد أن خذلتهم أمريكا وتركتهم على قارعة الطريق لقمة سائغة للدموى أردوغان.