«... دوَى» مبادرة للبنت المصرية
«... دوَى»، تمكين البنات، حلم بالطبع يراود كل المشتغلين والمشتغلات بالطفولة المصرية فى كل المجالات، وفى كل الوزارات المعنية، والجميل أن تطلق فى هذه الأيام «... دوَى» التى تعتبر واحدة من المبادرات المهمة التى تخص الطفولة بصفة عامة وتساهم فى تمكين البنات بصفة خاصة، بدأ المجلس القومى للطفولة والأمومة برئاسة الدكتورة عزة العشماوى إطلاقها تجريبيا منذ فترة وجيزة، وهى مبادرة لتمكين البنات لتعبرن عن أنفسهن، وبشراكة مع يونسيف مصر، سعدت جدا بمشاركة المركز القومى لثقافة الطفل فى أول اجتماع تأسسى ممثلا لوزارة الثقافة، وطلبت من الزملاء فى المجلس القومى للطفولة والأمومة أن تكون معنا الهيئة العامة لقصور الثقافة، لما لها من قدرات ثقافية كبيرة تستطيع أن تساعد المبادرة فى كل أقاليم مصر، وبذلك صارت وزارة الثقافة ممثلة بالمركز القومى لثقافة الطفل وقصور الثقافة، ووافقت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة على وضع اللوجو الخاص بالوزارة مع كل الشركاء، وبالطبع المشاركة الفعالة من القومى لثقافة الطفل وقصور الثقافة.
وأول ما يتبادر للذهن مباشرة هو عنوان المبادرة وتسميتها التى كانت فى الحقيقة ولأول وهلة مثارا للسؤال، ما المقصود بكلمة « دوَى» ؟ وهل هى فعل أم اسم ؟و ثار بالطبع السؤال فى الجلسة الأولى، فأوضحت الأستاذة دينا هيكل مسئولة «يونسيف» عن المبادرة الفكرة، وفسرت الفكرة الأساسية للمبادرة أن مسمى المبادرة فعل وليس إسما، وأن القضية تتمحور حول تعبير الفتاة عن نفسها بصوت عال ومتحمس، ويعنى ذلك أن الهدف الأساسى أن تتخلص الفتاة من صمتها الهاضم لحقها فى التعبير عن حقوقها وحريتها فى المجتمع المصرى، حقها فى أن تمكن فى هذا المجتمع، وأن تقول رأيها بقوة وبصوت عال دون أن تتعرض للتنمر أو العنف أو الإيذاء، أى نوع من أنواع الإيذاء النفسى أو البدنى من قبل الكبار؛ذكورا كانوا أم إناثا.
لاشك أن الفكرة جيدة جدا وأن تنفيذها يحتاج فى الحقيقة إلى دعم الجميع، وقبل الدعم الإيمان بها كى يكون العمل بكفاءة تختلف عن مجرد العمل الروتينى، كما أنها ستحتاج إلى بعض الوقت والعمل المتنامى القادم من العمق بهدوء كى تتغلغل فى قلب وعقل المجتمع.
ومن الأشياء المهمة التى بدأ المجلس القومى للطفولة والأمومة تنفيذها عمل ورشة تدريبية لشرح المبادرة وتقديم بعض الرؤى التنفيذية لورش الحكى التى سوف تقوم بها المتدربات والمشرفات والمنفذات للمبادرة، وتم التأكيد أن المبادرة سوف تقوم على ثلاثة أشياء رئيسية؛أولا:التعبير عن النفس عن طريق ورش الحكى أو أية وسيلة أخرى للتعبير تستخدمها البنت لتعبر عن ذاتها، ثانيا:المهارات التى يجب أن تنمى للطفلة فى مختلف الاتجاهات حتى تمكنها من التعبير عن ذاتها، ثالثا: الخدمات التى سوف تقدم للطفلة حتى تثقل تلك المهارات التى تم اكتشافها. وفى الحقيقة سعدت جدا أن كان المركز القومى لثقافة الطفل واحدا من الشركاء الأساسين من مختلف الوزارات المعنية بالطفل والتى تدعم المبادرة تحت إشراف المجلس الأعلى للطفولة والأمومة مع شريكها الدولى اليونسيف، وسعدت أكثر حين شعرت أن جميع من فى المركز والحديقة الثقافية بالسيدة زينب متحمسين لتلك المبادرة وجاهزين أن يدفعوها للأمام، وأن يشاركوا فى نجاحها فى كل مكان، وبدأ المركز فعلا فى إنتاج أول عمل فنى يعبر عن المبادرة، وكانت أغنية دوَى من ألحان وتوزيع الموسيقار وائل عوض وغناء ماكين وعبد الرحمن من كورال الحديقة الثقافية بالسيدة زينب سلام، كما يستعد النشر بالمركز القومى لثقافة الطفل لإنتاج أول قصة للأطفال، تعبر عن الفكرة وعن التعبير عن الذات بصفة عامة تحت عنوان «الولد الذى خرج من البيضة» تأليف الكاتب محمد المطارقى ورسوم الفنان عبد الرحمن بكر.
وأخيرا، تحية لكل القائمين على المبادرة ودعمها برئاسة المجلس القومى للطفولة والأمومة برئاسة الدكتورة عزة العشماوى ويونسيف مصر، وخالص التقدير لوزارة الثقافة وللوزيرة الفنانة إيناس عبد الدايم على دعمها للمبادرة وللدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على موافقته للعمل فى دعم أنشطة المبادرة الثقافية، للسيدة دينا هيكل «فتاة دوَى» المتحمسة والمخلصة والمحبة للمشروع.