الحوار بين الشرق والغرب فى الأعلى للثقافة
تجديد الخطاب الدينى صار أيقونة يبحث عنها الجميع للخروج بمصر من براثن التشدد والفكر الواحد الذى تقاومه الأمة على مر العصور،فمصر التى استوعبت كل الديانات ورحبت بكل المذاهب فى رواق أزهرها الشريف لن تقبل إلا الوسطية التى عليها الإسلام الحنيف،هذا ما يسعى إليه المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومن خلال إداراته المركزية مثل المركز القومى لثقافة الطفل والشعب واللجان الثقافية ووحدة المؤتمرات؛ فقد بدأت تلك الإدارات فى التعاون مع وزارة الأوقاف لبدء سلسلة مهمة من الندوات والصالونات واللقاءات لمناقشة مجموعة من الكتب المهمة التى أعدتها وزارة الأوقاف تحت إشراف مباشر من الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة لتجدد بها الخطاب الدينى وتطرح رؤية جديدة غير التى استقر عليها المتلقى لسنوات طوال، كانت ضربة البداية بقاعة المجلس الأعلى للثقافة مع كتاب «الحوار بين الشرق والغرب» تحت إشراف وتقديم ا د محمد مختار جمعة أول الكتب العشرة الذى بدأ بها المجلس الأعلى للثقافة سلسلة ندواته بالتعاون مع وزارة الأوقاف،و كان اللقاء بحضور الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وبحضور الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية والدكتورة هويدا مصطفى عميدة كلية الإعلام، وأدار اللقاء الأستاذ الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة،و حضر اللقاء جمع غفير من علماء وزارة الأوقاف وأئمة المساجد وعدد كبير من المثقفين والإعلاميين والصحفيين.
فى البداية أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الحوار ضرورة لبناء جسور التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب، ويعمل على نشر وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمى بين البشر، واعتماد لغة الحوار بديلا للصدام والاحتراب، وأضاف أنه يدعو إلى تحكيم لغة العقل والسعى إلى نبذ العنف والتطرف، كما انه يعمل على تأصيل قيم الايثار واحترام الخصوصيات.
وخلال الندوة أكد الدكتور مصطفى الفقى أن مصر على مر العصور تعد نموذجا للوحدة والتسامح بين الاديان،وأشار أن الكتاب يعد وثيقة علمية لاعتماده على مراجع وأبحاث مدعمة بآيات من القران الكريم، وأوضح ضرورة نشر مبدأ الحوار الداخلى بين أفراد الأسرة الواحدة والمجتمع الواحد لنجاح الحوار الخارجى مع مختلف الشعوب والثقافات، مؤكداً أن تعاليم الدين الإسلامى تضم رؤية إنسانية شاملة.
و أشادت الدكتورة هويدا مصطفى على الحراك الثقافى المتنوع الذى تشهده ربوع مصر حالياً، وأثنت على مناقشة الكتاب داخل أحد صروح وزارة الثقافة وتوقيت إصداره نظرا لانتشار الأفكار المتطرفة، وعدم قبول الآخر حيث يناقش مجموعة من الموضوعات التى تبرز دور القيم باعتبارها وسيلة مثلى لتجاوز الكثير من المشكلات، وأكدت أن الإسلام تعرض لحملة لتشويه صورته فى أذهان الغرب نتيجة اختزاله فى التطرف والإرهاب.
و يستعرض الكتاب العديد من الموضوعات التى يضمها منها؛ أهمية الحوار وأسسه وآدابه، الحوار الثقافى بين الشرق والغرب من منظور تاريخى، تصحيح المفاهيم المغلوطة عن أطراف الحوار، إعلاء قيمة التنوع الثقافى، التعايش بديلاً للصراع، معوقات الحوار الثقافى بين الشرق والغرب وآليات تعزيزه وغيرها.
وأخيرا يؤكد الكتاب على أهمية الحوار الثقافى بين الشرق والغرب باعتباره وسيلة لتلاقى الحضارات، كما يتناول أهمية الانفتاح على الثقافات والسعى إلى التعارف إلى جانب ضرورة إعلاء القيم النبيلة والمثل العليا ونبذ الكراهية والعنف والتطرف باعتبار أن التراث الإنسانى يجمع ثقافات متنوعة تشمل توجهات فكرية مختلفة ساهمت فى تطوير الحياة والمجتمعات الإنسانية، وأعتقد أن مثل هذه الكتب المهمة يجب أن يتم تناولها فى المدارس والجامعات وأن تكون محورا دائما لحديث الإعلام بكل وسائله المختلفة،فتحية لوزارة الأوقاف التى بدأت تضع يدها على آليات جديدة لتجديد الخطاب الدينى وأعتقد أنها تبحث أيضا عن وسائل جديدة لتوصيله للناس إضافة للميكرفون الذى يجب أن يهتز عرشه فى ظل كل وسائل الاتصالات التى صارت فى يد الجميع.