الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المفوضية السامية «للطبطبة» على الإرهاب!

المفوضية السامية «للطبطبة» على الإرهاب!






‏ينتصف نوفمبر ليفتح الباب أمام عام جديد يتمنى العالم أن تنجح أيامه ‏فى ‏مداوة جراح عام مر، تقف الإنسانية على أعتابه وهى تحمل ‏أمنية نفيسة ‏بهدنة مع ائمة الدم وداعمى الإرهاب، وتولى صانعى ‏السلام ودعاة ‏التسامح مقاليد حكم الدنيا.‏
لم يغيب ذلك الحلم عن مصر، فهى صاحبة رصيد إنسانى كبير بدأ مع أول ‏معاهدة سلام فى ‏التاريخ وقعها الملك رمسيس الثانى مع ملك قادش ‏عام‎1258 ‎ق م، دولة - كانت ومازالت - ‏تقدر الحق فى ‏الحياة كأساس ‏لأى حرية يحصل عليها الإنسان، ولم تتخلف يوما عن ‏حمايته، وكانت ‏حاضرة فى قصر شايوبباريس لصياغة الإعلان العالمى ‏لحقوق الإنسان ‏على أمل أن تتخلص الإنسانية من شبح الحروب بعد جرائم ‏الحرب ‏العالمية الثانية.‏
ثم ساهمت فى تأسيس المجلس الدولى لحقوق الإنسان الذى تم ‏انشاؤه عام ‏‏2006، لا يحاكم المجلس الدول كما يتصور البعض لكنه ‏يقدم المشورة ‏للجمعية العمومية، وهو مفوض بالحوار والتفاوض حول ‏الأمور المتعلقة ‏بحقوق الإنسان، وهو الآلية التى نجحت مصر مؤخرا فى ‏إقناعها على ‏اتخاذ موقف صارم فى مواجهة الإرهاب وإبراز آثاره على ‏التمتع بحقوق ‏الإنسان والحريات الأساسية.‏
يرجع الفضل فى ذلك لقوة المدرسة الدبلوماسية المصرية وممثلها فى ‏المجلس الدولى ‏السفير علاء يوسف المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة فى ‏جنيف، والذى نجح فى توحيد صوت ‏المجتمع الدولى لمطالبة ‏المقررة ‏الخاصة بالإرهاب بتقديم التوصيات للدول ‏لمساعدتها على التعامل مع ‏الظاهرة وايضا التعامل مع ضحايا العمليات ‏الإرهابية وأسرهم، و‏تقديم ‏الدعم والمساعدة اللازمة لهم.‏
تحركت مصر دوليا لدفع العالم لوقف كافة أشكال الدعم الذى تقدمه بعض ‏الدول إلى الإرهابيين، بما فى ذلك توفير ملاذ آمن ورعاية ‏المنابر ‏الإعلامية التى تتبنى خطاب الكراهية الذى يحرض على العنف ‏والقتل ‏والتدمير، حاولت أن تنقذ دور المفوضية السامية لحقوق الإنسان ‏وابعادها عن الاستمرار فى سياسة «الطبطبة» على الإرهاب عن جهل و‏بدعم من منظمات مسيسة تدور فى فلك قطر، لم تتوقف لحظة عن دس ‏العقبات فى طريق مصر لمنعها من القضاء على الإرهاب.‏
تعتمد تلك المنظمات على صورة ذهنية خاطئة رسمتها وسائل إعلام ‏غربية لتحقيق مصالح دولها، وبها من الاستعلاء والتنمر ما يدمر من ‏الأساس منظومة حقوق الإنسان الدولية، التى اثبتت بتبنيها لتلك التقارير ‏انها منحازة ولا تؤتمن على تحسين أوضاع حقوق الإنسان فى أى مكان ‏حول العالم، لقد تحولت المفوضية السامية الى لعبة فى يد عدد من ‏المنظمات مثل العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ومركز القاهرة ‏لدراسات حقوق الإنسان ورئيسه الهارب بهى الدين حسن الذى يكن ‏كراهية شخصية للدولة المصرية ويسعى للانتقام منها بترديد الأكاذيب ‏حول حقوق الإنسان فى مصر.‏
خضعت المفوضية لتلك المنظمات وتراجعت عن المشاركة فى المؤتمر ‏الذى دعا له المجلس القومى لحقوق الإنسان فى مصر لوضع استراتيجية ‏لمكافحة التعذيب، تراجعها دليل على عدم التزامها بدورها فى دعم الدول ‏التى تريد التخلص من انتهاكات حقوق الإنسان، ولم تكتف بذلك ‏ورضخت لاستخدام تلك المنظمات لحقوق الإنسان فى عقاب مصر على ‏مكافحتها للارهاب، وخصمت بياناتها المؤيدة لما تردده من اكاذيب عن ‏مصر الكثير من مصداقيتها، واضاعت الوقت فى الاستماع لدسائس وأدلة ‏إدانة وهمية بدلا من أن تمد يدها لتقدم دعم حقيقى لدولة تحارب الإرهاب ‏من أجل حماية حق الإنسان فى الحياة .‏
لن تتقدم حالة حقوق الإنسان فى مصر قبل القضاء على الإرهاب، ‏والتخلص من الافكار المتطرفة، فهى ضاغطة على كل أجهزة الدولة فى ‏ظل الدعم الكبير الذى تحصل عليه تلك الجماعات من دول وأنظمة ‏ومنظمات تدعم جماعة الإخوان الإرهابية، وهى جماعة لا تهدد مصر ‏فقط بل العالم بأسره، وربما أوروبا بدأت فى تذوق ثمن تدليلها لتك ‏الجماعة بحوادث الدهس والطعن التى تقف خلفها افكار ذلك التنظيم ‏الدموى.‏
كما أنها لن تتقدم فى ظل انتقادات دولية مبنية على أكاذيب منظمات ‏مسيسة، إذا كانت المفوضية جادة فى دعم حقوق الإنسان المصرى عليها ‏التحلى بالشجاعة الكافية، ومد يدها للتعاون مع الدولة المصرية والعمل ‏معها على استكمال نشر ثقافة حقوق الإنسان فى كل المجالات، أن تحث ‏المنظمات الدولية على التعاون من أجل تحسين وضعية حقوق الإنسان ‏بدلا من الاكتفاء بدور الرقيب الذى يردد كالببغاء شهادة ناشط «ممول» ‏وماشفش حاجة.