إنجازات المصريين
لم يعُد المؤرخون ينسبون الأعمال العُمرانية والتنمويَّة للحاكم، وإنما للشعب تحت رعاية الحاكم وتوجيهه، بحسب المنهج الحديث لكتابة التاريخ وتدوينه؛ وبالتالى ما نصف بأنه «إنجازات السيسى» هو إنجازات «المصريين» تحت قيادة وتوجيه السيسى. السيسى زعيم عظيم يتميز بكاريزما تدفع المصريين لتنفيذ المشاريع العظيمة التى يقترحها بناء على أبحاث الخبراء، فمثلاً مشروع حفر قناة السويس الجديدة التى دخلت» موسوعة جينس “ لتحقيقها فى زمنٍ قياسى لم يعرفه الإنسان فى حفر المجارى المائية. مَن تَفانى فى إنجازها فى عام بدلاً من خمسة أعوام؟ العمال والمهندسون المصريون المدنيون والعسكريون، لكن من ألهب حماس العاملين فى الحفر؟ رغبة القيادة السياسية المصرية الوطنية فى إنجاز الحفر فى هذا الزمن القياسى المُعجز! من فعل ذلك؟ المصريون تحت قيادة الرئيس وزعامته.. الخطاب العلمى ينبغى أن ينسب كل الإنجازات للمصريين بفضل قيادة كاريزمية مخلصة ألهبت حماس المصريين فى تمويلها وحفرها.
هذا الكلام ينطبق على كل المنجزات العظيمة التى تمت على أرض مصر بطول التاريخ وعرضه؛ ومازالت النقوش على جدران المعابد؛ تشهد على وجود المهندسين والمعماريين وعلماء الفلك الذين استطاعوا رصد المجرَّات السماوية والكواكب؛ وتحديد مواعيد الزراعة وربطها بفصول السنة؛ وكذا وجود العمال الذين قدموا للإنسانية أعظم الاختراعات فى آلات الزراعة ابتداء من الطنبور والساقية والمحراث والنورج والفأس والشرشرة؛ وكانت هذه الإنجازات العظيمة فى عصور ما قبل الميلاد.
ومع مطلع القرن التاسع عشر وبداية عصر النهضة؛ شيَّد المصريون العديد من مصانع الغزل والنسيج؛ التى اعتمدت على القطن المصرى طويل التيلة، وشيدوا الترسانات البحرية لبناء الأسطول المصرى الذى جاب محيطات وبحار العالم؛ وكان له الدور الأكبر فى درء الأخطار القادمة عبرالبحار من الغزاة والمعتدين والطامعين فى ثروات مصر، وعمل رجاله على نشرالعلم والثقافة وما توصلت إليه الحضارة المصرية من إنجازات بين بنى البشر.
ولن ينسى التاريخ الانتصارالعظيم للجندى المصرى فى حرب أكتوبر 1973؛ واقتحامه أعتى الموانع المائية؛ وتدمير خطوط دفاعات العدو فى ست ساعات؛ هذا الانتصار الذى نعيش فى أجوائه بكل الفخرهذه الأيام؛ ونحصد ثماره اليانعة فى الإشادة والتبجيل لعظمة وشموخ المدرسة العسكرية المصرية؛ وقدرتها على حماية مقدراتنا ومكتسباتنا الوطنية من أطماع الطامعين، ولتظل مصر المحروسة ملء السمع والبصر لكل العالم المتقدم.
ما أروع هؤلاء الرجال الذين أجبروا التاريخ على كتابة صفحاتهم بحروفٍ من النور! فهل تستكثرون عليهم اليوم؛ وتحت هذه القيادة الوطنية ـ التى تعرف معنى وقيمة الوطن والبشرعلى أرضه ــ هذه الإنجازات الرائعة فى تشييد العاصمة الإدارية الجديدة؛ والتجهيز على أعلى المستويات لشبكات الطرق والكبارى العملاقة؛ لتسهيل حركة التجارة والصناعة وتشجيع المستثمرين للإتيان بأموالهم إلى مصر؛ والبدء فى إعداد المحطة النووية بالضبعة للأغراض السلمية المختصة بسبُل العلاج من الأمراض المزمنة والمستعصية؛ وعلى رأسها مرض السرطان. فهذه هى مصر التى ستظل دائمًا هى الأم الرءوم لكل منجزات الحضارة والإنسانية.
هكذا يتم تحديث جانب من خطابنا الثقافى فى حقل التاريخ والسياسة، وهكذا يصبح من ينكرون إنجازات السيسى لا ينكرون إلا إنجازات مصر والمصريين؛ بل هم فى واقع الأمر يعادون الدولة المصرية بمحاولة هدم منجزاتها بهدف النيل من الروح المعنوية للشعب وتثبيط همَّة المصريين على المضى قدمًا فى طريق التشييد والبناء يدًا بيد مع القيادة السياسية، فها نحن نعلم اﻵن بكل اليقين كيف السبيل إلى شحذ المعنويات، وشحنها بالعزيمة والقوة، والرغبة الصادقة فى استكمال خُطى البناء؛ للإبحار بمصرنا المحروسة نحو المستقبل بمشاريع عملاقة تضعنا على نقاط انطلاق تثب وتصبو للحاق بمصاف الدول المتقدمة؛ فالتاريخ يقف بالمرصاد لكل منجز يدوِّنه ويثبته فى دفاتره؛ ليخرس المزورين والمزيفين المأجورين لتحطيم أمة عظيمة بشعب أعظم؛ متناسين قدراته وحضارته التى تحمى ظهره من سياط الغدر والخيانة ومحاولات التنكيل به، فليس بعد التاريخ من مُنصفٍ للشعوب والأمم، مهما تكالب الأعداء والمتربصون الصائدون فى الماء العكر! وهؤلاء يتحقق فيهم ماقاله أديبنا العقاد: « لقد علمتنى تجارب الحياة أن الناس تغيظهم المزايا التى ننفرد بها ولا تغيظهم النقائص التى تعيبنا، وأنهم يكرهون منك ما يصغّرهم لا ما يصغّرك، وقد يرضيهم النقص الذى فيك لأنه يكبرهم فى رأى أنفسهم، ولكنهم يسخطون على مزاياك لأنها تصغّرهم أو تغطى على مزاياهم. فبعض الذم على هذا خير من بعض الثناء، لا بل الذم من هذا القبيل أخلص من كل ثناء لأن الثناء قد يخالطه الرياء. أما هذا الذم فهو ثناء يقتحم الرياء!».
وكل ما نبتغيه أن يشجع هذا الخطاب العلمى بقية المصريين لإبداع وتنفيذ مشروعات تنموية من بنات أفكارهم، وسيلقون كل الدعم والتأييد يقينًا من قائد المرحلة الزعيم عبدالفتاح السيسى. فالمجال جد مفتوح على مصراعيه للمبدعين والمخترعين فى شتى المجالات للتقدم بمقترحاتهم التى تدعم سياسة التعمير والتشييد والبناء لمصرنا الحديثة .فمهما كانت الصعاب والتحديات فالقوة المستمدة من التفاف الشعب حول قائده تحدث تماسكًا لا يُخترق ولا يُقهر؛ تنكَّس أمامه رءوس الأعداء!