الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفرح بمولد المصطفى

الفرح بمولد المصطفى






السعادة هى كلمة بسيطة تطلق بفرح الدنيا عند مولد نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعند قدومه سعدت الدنيا  به، وشاء العلى القدير ان تظهر تلك السعادة بمعجزات فى يوم مولده  فتساقطت الأصنام فى الكعبة على وجوهها، وانكسر إيوان كسرى (ملك الفرس فى ذلك الوقت)، وسقطت أربع عشرة شرفة منه، وأخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، و جفت بحيرة ساوة (وهى بحيرة مغلقة ذات ماء مالح تقع فى محافظة المثنى، جنوب العراق على بعد عدة كيلومترات من مدينة السماوة مركز المحافظة)، و لم يبقَ سريرٌ لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، وـ انتُزع علم الكهنة، وبطُل سحر السحرة، ولم تبق كاهنةٌ فى العرب إلا حُجبت عن صاحبها، وحجب إبليس عن السموات السبع، ويقول الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، بشأن ولادة النبى محمد صلى الله عليه وآله: كان إبليس - لعنه الله - يخترق السماوات السبع ، فلما وُلد عيسى عليه السلام حُجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات، فلما وُلد رسول الله - صلّى الله عليه وآله - حُجب عن السبع كلها ورميتْ الشياطين بالنجوم.
كل هذه  الأمور التى حدثت بشارة بقدوم سيد الخلق تجعلنا نفرح بذكرى مولده مهما تباعدت الزمان والعصور، والتى يحاول من يتمسك بفكر متشدد معوج ان يمنعنا عنها، بل ويجعل من  الفرح بمولد المصطفى بدعة محرمة ويقولون أن: «الاحتفال من البدع المحرفة التى دخلت الإسلام والتى لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء شىء من هذا، ولا يجوز لأى مسلم الترويج لهذه البدعة» فى حين ان الرسول لم ينه عن ذلك، كما أن الاحتفال بذكرى المولد النبوى هو تذكير بهذا اليوم الذى شرفت فيه البشرية بقدوم خير خلق الله، حيث يقول تعالى: «(وذكرهم بأيام الله) أى: بأياديه ونعمه عليهم، وسؤالى لمن يحرمون الاحتفال بمولده الشريف أليس مولد المصطفى هى من اعظم نعم الله علينا، وأولى بنا التذكير دائما بيوم مولده.
ولقد نقل الصالحى فى ديوانه الحافل فى السيرة النبوية «سبل الهدى والرشاد فى هدى خير العباد» عن بعض صالحى زمانه: أنه رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامه، فشكى إليه أن بعض من ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الاحتفال بالمولد الشريف , فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلّم «من فرح بنا فرحنا به».
إن إرسال النبى ﷺ من أعظم نعم الله على البشرية، فرسول الله ﷺ هو النموذج المطلوب اتباعه من البشر، وقد صنعه الله ليكون أسوة،  فكما أن كلام الله سبحانه هو المثال النظرى والمرجعى لصياغة الإنسانية، فإن رسول الله ﷺ هو المثال العملى التطبيقى لكلام الله؟
والمسلمون منذ القدم احتفوا بذكرى مولد المصطفى فسموه شهر ربيع الأنور وفى هذا يقول د.على جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن هذه التسمية جاءت  لأنه شهر كريم  تلألأت  فيه الأنوار المحمدية، والمنح الصمدانية والمواهب اللدنية الربانية، وختم الله به الرسالة والنبوة، فهذا شهر كريم إذا ما دخل علينا دخل علينا بالنور وبالفرحة والسرور والحبور يفرح به كل مسلم.
فإنْ لَمْ نَفْرَحْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فَبِمَنْ؟!!