
اشرف ابو الريش
توطين وتعمير سيناء
نجحت دولة 30 يونيو فى كسر عقود طويلة من الجمود والعزلة التى لحقت بأرض سيناء الحبيبة على مدار نصف قرن من الزمان.. سيناء هى قلب وروح الوطن وبوابته الشرقية التى كانت ولا تزال مطمعًا للكثيرين عبر الزمان.. تجلى الله من عليائه على أرضها المباركة فكلم موسى عليه السلام تكليمًا وعكف كُتاب التاريخ والمحللون والمفكرون لسنوات طويلة يطرحون سؤالًا ويبحثون عن إجابته وهى لماذا تجلى الله على هذه الأرض دون غيرها من الكرة الأرضية والإجابة ببساطة شديدة أن سيناء قديمًا وحديثًا وإلى يوم القيامة جوهرة ثمينة لايعرف أحد مقدارها إلا القليل من الناس ولذلك انتبهت القيادة السياسية إلى ضرورة أن تحظى سيناء شمالًا وجنوبًا بكل أنواع التنمية والإعمار بل والتوطين الذى تأخر 40 عامًا بعد حرب أكتوبر المجيدة ومن أول يوم تحمل فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية كانت التوجيهات العليا أن يتم البدء فورًا ومن خلال خطة شاملة على جميع المحاور التنموية بتطوير وتنمية أرض الفيروز وفتح الباب إلى مزيد من الاستثمارات التى من المتوقع أن تصل إلى 20 مليار دولار وتوفير مليونى فرصة عمل للشباب ومن حسن الطالع لهذه الدولة وصدق نواياها أن اجتماعًا ضم مسئولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أحد أجنحة البناء والتعمير وحماية سيناء بشبكة تنموية عملاقة كان فى 30 يونيو 2014 حيث تم الاتفاق على تنفيذ 312 مشروعًا لخدمة جميع مجالات التنمية الشاملة بشبه جزيرة سيناء بإجمالى تكلفة 199 مليار جنيه.
سيناء الآن عادت إليها الروح بعد انقطاع عن جسد الوادى والدلتا من خلال الأنفاق أسفل قناة السويس وطرق جديدة بلغت ما يقرب من 1900 كيلو متر وطرح 400 ألف فدان لتوطين السكان وإنشاء التجمعات الشبابية التى تعمر وتحافظ على أرض سيناء المحررة بدماء الشهداء والتى سيخرج منها الخير على يد هؤلاء بالعرق والجهد والإخلاص.
تظل سيناء مطمعًا للكثيرين وحلمًا يراودهم يقظة ومنامًا ولهؤلاء الطامعين فى أرضنا المباركة، نقول لهم: إن سيناء حررت بالدم ولاتزال، فكل شبر من رمالها ارتوى بدماء الشهداء منذ فجر التاريخ وحتى الآن وشاهد وحى لن يموت.. هذه الأرض غير قابلة للتفاوض أو التنازل لأحد غير أبنائها المصريين والحديث عن دخول سيناء فى صفقة ما فى يوم من الأيام لن يكون فى هذا العصر مطلقًا ودولة 30 يونيو بدأت فى تصحيح أخطاء الماضى بالتوطين فى المقام الأول والتعمير والتنمية والقضاء على الإرهاب.
التحية واجبة إلى رجال القوات المسلحة وإلى الرئيس السيسى، الذى اتخذ قرار التوطين وإلى الرئيس السادات، الذى إذا ما ذكر ذكرت سيناء، فقد أخرج العدو بالحرب وبالسلام وهى معجزة بكل المقاييس تدرس فى معاهد علوم الحرب ومراكز الأبحاث العسكرية الكبرى فى العالم.
تحيا مصر..