
رشدي أباظة
«حقوق طنطا».. كلية المشاغبين!
شاهدت مقطع التلاسن بين أستاذ بكلية حقوق جامعة طنطا والطالبة فى المدرج أمام الطلاب.
كان المشهد مؤسفًا ومعبرًا.
خلق التلاسن حالة هرج غير لائقة بمحراب علمى فى الجامعة. وقد انتشرت على مواقع التواصل من خلال مقطع فيديو جسد السجال.
كان ذلك بسبب تليفونها المحمول الذى يبدو أن أجراسه قد أزعجت العميد خلال المحاضرة.. هو بالطبع محق فى ذلك وكان يملك طردها من المحاضرة واتخاذ إجراء إدارى ضدها.. لكنه قام باستدعائها وأهانها أمام الآلاف من الحاضرين مما دفعها للرد عليه إلى حد تهديده أمام الطلاب.. فما كان منه إلا أن بادر بالرد على تهديدها بعبارة «غير أخلاقية» تحمل إيحاء وتحرشًا لفظيًا صريحًا لا يليق أبدًا بمقام أستاذيته أو بقيمته العلمية أو الإنسانية التى تجعله ينظر لطالبة كابنة!
المشهد المبتذل من الأستاذ الجامعى سقط به إلى مساحات التنابذ.. وهو ما استقبله الطلاب بالضحك والسخرية كما لو كان يقف على خشبة مسرح للكوميديا الأكاديمية.. وليس أستاذًا جليلًا فى قاعة للعلم!
ما الذى دفعه للدخول فى هذا الهزل مع الطالبة المخطئة؟
رغم أن لائحة الكلية تشمل ما يحقق الردع؟
والأهم هو كيف لهذه الطالبة أن تحدثه بهذه الطريقة على رءوس الأشهاد من طلابه.. إلا إذا كانت قد بدرت منه إشارات سابقة للإسفاف والابتذال ليس لها محل فى علاقة الأستاذ بطلابه؟!
المدهش أن المشهد تم تصويره باستخدام هاتف آخر داخل نفس المدرج.. أى أن حالة الإسفاف التى مارسها الأستاذ لم تحقق ردعًا للحظة واحدة!
المشهد العبثى سقط بالعميد من علياء المقام العلمى إلى براثن حالة المراهقة الطلابية.
الحادثة لم تكن مؤسفة بقدر ما كشفت عورة واقع أخلاقى وإنسانى داخل حرم العلم فكان حزينًا حتى الثمالة.