الثلاثاء 26 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وهيدى وجمال سلامة.. الحدوتة المصرية.. بالمركز الكاثوليكى للسينما

وهيدى وجمال سلامة.. الحدوتة المصرية.. بالمركز الكاثوليكى للسينما






مازالت أصداء نجاح ليلة احتفالية المركز الكاثوليكى للسينما بإدارة نيافة الأب «بطرس دانيال» تلقى بظلالها ،والتى أحياها أوركسترا «صوت الموسيقى» بقيادة المايسترو «محمد وهيدى» نجاح استشعره كل من حضر الاحتفالية، أو من تابعها على السوشيال ميديا، والتغطيات البرامجية والصحفية التى ألقت الضوء على فعاليات الحفل على حد سواء.
فالحفل جديد من نوعه؛ فقد انبثقت فكرة الاحتفالية من رمضان الماضى حين لاحت لدى المركز الكاثوليكى للسينما  فكرة مفادها الاحتفال بالموسيقار جمال سلامة من خلال «مشوار نجم» الذى ينظمه المركز باختيار دقيق لمن يقع عليه الانتقاء من نجوم الفن والثقافة؛ إلا أن الحالة الصحية لموسيقار مصر د.سلامة حينها حالت دون إتمام الأمر.. حتى تجددت الدعوة من قبل المايسترو«محمد وهيدى» قائد أوركسترا د.سلامة وتلميذه النجيب وهو الأستاذ بالمعهد العالى للموسيقى الكونسيرفاتوار لآلة الأبوا، وعازف الكورنجليه الأول بأوركسترا القاهرة السيمفونى بدار الأوبرا المصرية ،والذى يسير على نهج أستاذه د.سلامة فى مشواره الفنى فهو - بحق- يدين له بالولاء والحب والعرفان بالجميل، لمسه كل من حضر الحفل، لذلك بلغ به الاستياء مما نشره البعض على صفحات التواصل الاجتماعى من أكاذيب تطول اباه الروحى د.سلامة ،-لاداع لذكرها هنا حتى لانروج لما نرفضه ولاندرى لماذا غاب دور نقابة الموسيقيين -؛ فقرر أن يكون خير رد على هذه الأضاليل بشكل عملى أن يتوجه بفكرة إقامة احتفالية خاصة بالموسيقار جمال سلامة تحمل اسمه  على نفقته الخاصة، ويدعى إلى حضورها كل محبى هذا الفنان العظيم ، فعرض الأمر على الأب «بطرس» الذى وافق على الفور، ورحب أشد الترحيب بالفكرة بحضورى أنا شخصيًا لهذا اللقاء ،وكان إسهامى فيه معهما  بعد مناقشات  حول نقاط كثيرة هو اقتراحى إطلاق مسمى الاحتفالية «الموسيقار جمال سلامة..حدوتة مصرية» نسبة إلى  واحدة من أنجح أعماله السينمائية  حيث وضع لهذا الفيلم موسيقاه التصويرية واللحن المميز الذى تغنى به الفنان «محمد منير» ،وكان من إخراج الراحل العبقرى «يوسف شاهين»؛ ولكون د.سلامة بالفعل فى تقديرى _حدوتة مصرية لن يجود الزمان بمثلها بسهولة؛ فمعرفتى الشخصية به فهو جارى وتلميذ لوالدى منذ زمن، وأسرتى كلها تكن له عظيم المحبة والتقدير _ جعلتنى أقدح فكرى ،لاختيار عنوان يليق بأحد عمالقة موسيقانا المصرية، الذى يجمع بين الموهبة القوية والعلم الغزير، ولاقى مقترحى هذا استحسانهما ،وبدأت بالفعل خطوات الإعداد لإقامة الأمسية. فقد وضع المركز الكاثوليكى قاعة النيل بكل إمكانات المسرح بها تحت تصرف المايسترو وهيدى للاستعداد والتجهيز لفقرات الاحتفالية , وبدأت باختيار ريبورتوار ذكى من أجمل ألحان وموسيقات د.سلامة استهل المايسترو «وهيدي» الأمسية بـ«عيناك ليال صيفية» وموسيقى فيلم «حبيبى دائمًا»، ثم تغنت نجمة الأوبرا الفنانة «أميرة أحمد» التى قدمها د.سلامة وأسهم فى تعريف الجمهور المصرى بصوتها العذب، بأغنيتي «قال جانى بعد يومين» لسميرة سعيد،وساعات..ساعات»لصباح، تلاها «مصراليوم فى عيد» لشادية أدتها الصوت الواعد(نهال)، و«واحشنى بصحيح» لسميرة سعيد بالصوت الجديد أيضًا «نجلاء»، و«ياللى عاش» لسمير الإسكندرانى بالصوت الشجى الجميل لـ«سمير نور».
ويعزى إلى المايسترو «وهيدي» تقديمه الأصوات الجديدة  وإلقاء الضوء عليها لإثراء الساحة الفنية بدماء جديدة على درب أستاذه د.سلامة.
وجاءت اللحظة التى انتظرتها بشغف مع جموع الحاضرين وهى إطلالة الفنانة المصرية حتى النخاع صاحبة الصوت المصرى الحنون «نادية مصطفى» التى شدت فى حب مصر وجاءت  لتشارك فى ليلة حب جمال سلامة بأغنيتها الرائعة» ادعوا لمصر»التى تحتل القلوب فى كل مرة تتغنى بها بأداء يشعل الحضور تفاعلا وتصفيقا .وجاء مسك ختام الاحتفالية المتربع على عرش الأغنية المصرية بما قدم من أعمال جادة_برغم ابتعاده مؤخرًا _ وهو من شدا من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب «مصريتنا حماها الله» وغيرها من أروع الألحان العائشة فى وجداننا حتى اللحظة ،نجم الغناء الأصيل الفنان «محمد ثروت»، فكانت أغنية «بلدي» التى كللت الاحتفالية الراقية  بتمكنه الغنائى الباهر وحضوره المصرى الوطنى برسوخ أداء نفتقده وتفتقر إليه الساحة الغنائية مع أخلاقيات فارس ينتمى لزمن الفن الأصيل ليته يعود للساحة الفنية التى تفتقده.. وبطبيعة الحال تخلل الحفل كلمة للسيدة وفاء بنانى وهى التى لها من اسمها نصيب الزوجة السابقة للدكتور سلامة وأم أولاده ،جاءت لتؤكد على وقوفها بجواره حتى يعبر وعكته الصحية بسلام وطالبت الحضور بأن  يكون لسلامة من صلواتهم ودعواتهم نصيب.وكذا تخلى المايسترو «وهيدي» عن عصا المايسترو وأمسك بالميكرفون وارتجل كلمات من القلب تعبر عن مدى تعلقه بأستاذه الحدوتة المصرية التى لن تتكرر وسط دموع عين صادقة تفتقد حضور د.سلامة الأمسية تأثرنا بها جميعًا. برز من بين الحضور سيدة المسرح العربى الفنانة الكبيرة «سميحة أيوب»، ونجمة مصر الفنانة النبيلة «نبيلة عبيد»، والمحاور والكاتب الصحفى الكبير «مفيد فوزي» الذى تألقت موسيقى د.جمال سلامة على تتر برنامجه «حديث المدينة»على مدى ٢١ عامًا،والمخرج الكبير الفنان «كمال منصور» والفنان المحبوب الكوميديان «عبدالله مشرف»، والفنانتين القديرتين «نهال عنبر» و«سميرة عبدالعزيز»، والكاتب الكبير بالأهرام الأديب «نبيل عمر»، والكاتب الصحفى الكبير بمؤسسة الأخبار «أحمد السرساوي» والكاتب والأديب «محمد الزارع» رئيس تحرير مجلة قطر الندى ،والأستاذة  جيهان وهيدى شقيقة المايسترو بالجهاز المركزى للمحاسبات، ومن أسرة د.سلامة أيضًا شارك الفنان فاروق سلامة عازف الأوكورديون الشهير بالعزف مع الأوركسترا، ومن قاعة العرض حضر الفنان شريف سلامة أصغر أشقاء موسيقارنا المحتفى به.
بدأت مقالى واصفة الحفل بأنه جديد من نوعه، وتقييمى له بهذا الوصف ليس من فراغ، فالحفل يعبر عن محبة حقيقية لادافع من ورائه سوى تقديم باقة ورد وحب وتقدير وعرفان بالجميل من تلميذ وابن بار لأستاذ يدين له بكل ماتعلمه وماوصل إليه من مكانة فنية، بل إنسانية أيضًا. فهو يعكس بسلوكه النبيل خصال حميدة فى أستاذه د.سلامة قدوة يفتقر إليها الجيل الحالى تجاه من علمهم حرفًا؛ لذلك رأيت وجوب تسليط الضوء على احتفالية تنطوى على جانب أخلاقى غاية فى السمو.. إنه العرفان بالجميل يا سادة يا كرام!