السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسالة أنفاق بورسعيد.. وخيابة مؤتمر لندن ‏

رسالة أنفاق بورسعيد.. وخيابة مؤتمر لندن ‏






يستدعى ديسمبر نسائم الانتصار، عبق معركة بورسعيد الخالدة، ميراث ‏الأجداد الذين تحدوا الإمبراطورية البريطانية المنتصرة فى الحرب ‏العالمية الثانية، وقتها التفت مصر كلها خلف الزعيم جمال عبدالناصر ‏مؤيدة لقرار تأميم قناة السويس، لتتحرر مصر تماماً من كل مظاهر ‏التبعية الأجنبية.‏
انتصرت إرادة المصريين على الاحتلال البريطانى مرتين فى القرن ‏الماضى، مرة بجلاء آخر جندى بريطانى فى 18 يونيو 1954، ثم كان ‏طردهم الثانى بعد فشل العدوان الثلاثى فى 23 ديسمبر 1956، وقتها ‏نشر رسام روسى كاركاتير لقطع أبوالهول لذيل الأسد البريطانى، وخرج ‏كثير من المحللين السياسيين يتحدثون عن أن مصر كتبت نهاية ‏الإمبراطورية البريطانية التى لا تغيب عنها الشمس لصالح الولايات ‏المتحدة، واعتبرت بريطانيا معركة السويس هزيمة قاسية، ولم تنس ‏منذ ذلك التاريخ أن مصر انهت الإمبراطورية إلى الأبد.‏
طاردت بريطانيا عبر أجهزتها الاستخباراتية والإعلامية الرئيس عبد‏الناصر حياً وميتاً، القت عليه كل أنواع الاتهامات، شوهت كل ‏مشروعاته وطعنت فى ذمته المالية، استخدمت كل الأساليب القذرة ‏لتشويه زعيم كل جريمته أن استعاد لمصر استقلالها الكامل، اعتبرت ذلك ‏جريمة بحق التاج البريطانى. ‏
تمر السنون ويذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى بورسعيد ليقوم بافتتاح ‏أنفاق بورسعيد إحدى معجزات هندسة الأنفاق التى تمت بخبرة مصرية ‏لتتصل مرة أخرى الأرض ويمتد شريان البناء والتعمير من إفريقيا إلى ‏آسيا لأول مرة منذ حفر قناة السويس، لتقدم مصر للعالم شبكة مواصلات ‏حديثة تربط بين القارات لتحقق مزيدًا من التلاقى الحضارى والإنسانى ‏الواقعى، تحمل فى عبورها المتجدد إلى الضفة الشرقية من القناة وثيقة ‏التزام بدوام السلام والبناء والعمران، وتأكيد حق الإنسان فى ‏التخلص من ظلام الإرهاب والتطرف.‏
أطلقت بورسعيد نداء الحرية مرة أخرى، فيما كان صوت الخيانة يتردد ‏فى لندن، بريطانيا تفتح ذراعيها مرة أخرى لمن يريد العبث بمصر، هى ‏تعلم أن التاريخ لا يستعاد، لكن القلق ودعم الإرهاب صناعة تحترفها ‏بريطانيا منذ مشاركتها فى تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية، لندن ستان ‏هى مأوى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، التطرف الدينى ‏رهان بريطانى قديم فى مواجهة أنظمة الحكم الوطنية، نراه فى الاقتراب ‏القطرى البريطانى وأولويته فى دعم تلك التيارات على أمل أن تحكم يوماً ‏ما، ويصبح الخائن هو الحاكم، وتعود الإمبراطورية بعملية تجميل ‏تناسب القرن الجديد وتخفى تحتها دمامة القرون الماضية.‏
قطر هى رأس الحربة، بريطانيا تقدم الدعم بالاستضافة والإقامة، لا مانع ‏من بث قنوات وطباعة صحف وتنظيم مؤتمرات وتأسيس منظمات هدفها ‏إسقاط الدولة المصرية عبر أراضيها ثم تختبئ تحت شعار حرية الصحافة‏، تستثمر بيد وتدعم الإرهاب بيد أخرى، تلونه بألوان الديمقراطية ‏المصنعة أو المعلبة على مقاس مشروعها، تنظر إلى إرادة المصريين ‏باستخفاف ،تجاهلت ثورة 30 يونيو بنفس طريقة تجاهلها لثورة 1919 بل ‏وتآمرت على وحدة نسيجنا الوطنى بعدما شاهدت المسلم والمسيحى يداً ‏واحدة .‏
القادم من بريطانيا خطر ليس وليد المصادفة، ومخططات الخراب لن ‏تتوقف طالما هناك من ينفق ببذخ، ومن يدعم بلا سقف. ‏