
اشرف ابو الريش
التأمين الصحى والتكافل الشعبى
لم تحظ مصر فى عهد من العهود مثلما حظيت خلال الخمس سنوات الماضية بالعديد من المبادرات الإنسانية والصحية الضرورية للارتقاء بصحة الإنسان المصرى، إذ أيقنت دولة 30 يونيو منذ البداية أن أى تقدم على المستوى الاقتصادى والاجتماعى يجب أن يبدأ من القضاء على الأمراض المتوطنة منذ سنوات طويلة فى أجساد المصريين فجاءت مبادرة 100 مليون صحة ومبادرات أخرى للحد من انتشار الأمراض بين جموع الشعب.. القطاع الصحى فى الدولة يحتاج إلى جهود جبارة من الجميع لكى نرتقى بالخدمة الصحية اللائقة والمقدمة لكل المصريين.. جهود الدولة وحدها لا يمكن أن تصل إلى درجة الكمال فى القطاع الصحى لأن المنظومة تحتاج إلى ثقافة جديدة لدى المواطن من خلال وسائل الإعلام التى عليها واجب أن توضح أهمية التكافل الاجتماعى فيما يتعلق بنجاح أى منظومة تتبناها الدولة.. اطلعت على العديد من التجارب الناجحة لبعض الدول المتقدمة فى مجال التأمين الصحى وتقديم الخدمات الصحية لمواطنيها فى الولايات المتحدة الأمريكية وفى فرنسا وفى ألمانيا وجدت أن هذه الدول العظمى لا تستطيع بأى حال من الأحوال وضع جميع المواطنين فى منظومة صحية جيدة دون تعاون وتكافل بين الدولة والمواطن.. هذه الدول قامت بالعديد من التجارب الصحية والتأمينية للمواطنيها فلم تجد سبيلاً غير تطبيق نظام التكافل الاجتماعى حتى تستطيع أن تفى بالتزاماتها داخل المستشفيات التابعة للدولة.
من مشاهد التكافل التى نسمع عنها يوميًا فى القطاع الصحى تعرض الكثيرون منا لأزمة حضانات الأطفال فى كل المحافظات نجد أن عدد الحضانات على مستوى الجمهورية يصل إلى ما يقرب من 6 آلاف حضانة ومن الممكن أن تزيد إلى 6500 بنهاية هذا العام نسبة كبيرة من هذا الرقم فى المستشفيات الخاصة والجمعيات الخيرية ورقم بسيط داخل المستشفيات الحكومية التى استقبلت نحو 300 ألف حالة ولادة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة فقط إذًا بالمقارنة بين عدد حالات الولادة سنويا وعدد الحضانات الموجودة فى المستشفيات الحكومية والخاصة وحتى الجمعيات الخيرية فارق كبير جداً ولذلك لا سبيل أمامنا جميعا غير طريق واحد وهو التكافل الاجتماعى مناصفة بين الدولة والمواطنين بحيث تتحمل الدولة جزءاً من دعم منظومة التأمين الصحى ويتحمل المواطن جزءا من فاتورة علاجه وفق معايير ولوائح محددة حتى تستطيع الدولة تقديم خدمة جيدة لكل المواطنين مع الوضع فى الاعتبار من لا تسمح ظروفهم المادية فى بعض الأحيان.
المساهمات المالية من جانب الدولة والمنظمات والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال والشعب قادرة بإذن الله أن تحدث تغييرا كبيرا فى المنظومة الصحية التى عانت لسنوات طويلة من التردى والتراجع على مدار أعوام طويلة ماضية.. تقديم الرعاية الصحية بجودة عالية يعود بالنفع على الجميع المواطن من جهة والدولة من جهة أخرى ولنا فى مبادرة 100 مليون صحة العبرة والعظة.. حاصرنا فيروس سى ومنعنا انتشاره بعد أن كاد يهدد حياة المصريين الأصحاء قبل المرضى وقدمت دولة 30 يونيو تجربة فريدة من نوعها فى حصار أحد أخطر أمراض العصر وأصبحنا نموذجًا يحتذى به فى إفريقيا والمنطقة العربية.
إذًا نجاح أى منظومة يعتمد بشكل رئيسى على طرفين هما المواطن والدولة والعاملين فى القطاع الصحى وشركاء الحياة المخلصين..
تحيا مصر..