الثلاثاء 29 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دموع أمريكا

دموع أمريكا






■ الانزعاج الأمريكى على ما يحدث فى مصر أمر لافت.. أمريكا لا تهتم بالقتلى فى العراق والرقم حتى الآن 2 مليون منذ الغزو الأمريكي.. لم تصعد أمريكا لهجتها ضد الحكومة العراقية ولم تطلب حتى وقف العنف.
 
فى مصر الأمر واضح.. الإدارة الأمريكية تتباكى على الرئيس السابق وحكم الإخوان وهو أمر لافت للأنظار.
 
الدموع الأمريكية على مرسى والإخوان تدفعنا إلى التوقف والتأمل والبحث عن السر.
 
■ نعم مرسى قدم لأمريكا وإسرائيل خدمات جليلة على الأقل فى ضبط التطرف ضد الدولتين لكنه فى نفس الوقت فشل فى إدارة الدولة المصرية وكاد يمزقها.
 
دموع أمريكا وعدد من دول أوروبا على الإخوان ومرسى أراها ضد إرادة المصريين والذين خرجوا رافضين حكم الإخوان.
 
■ أمريكا لم تبك على الرئيس الأسبق حسنى مبارك برغم أن الإخوان وأصدقاءهم اتهموا مبارك بأنه باع مصر لأمريكا وإسرائيل.. لكن ما يبرئ مبارك مشاركة أمريكا فى الإطاحة بالرجل سواء عن طريق مباشر أو غير مباشر.
 
أمريكا لم تبك على مبارك وهو ما يبرئ الرجل من اتهامات الإخوان والمتأخونين والآن أمريكا لا تبكى إلا على الأصدقاء الذين يقدمون للشعب الأمريكى خدمات جليلة الأمر الذى يوضح أن دموعها على مرسى تفضح نوعية العلاقة.
 
■ أمريكا وجدت فى الإخوان اللعبة المثالية.. فهى ترى أن مساندتهم نوع من الرد بشأن محاربتها للإسلام فى أفغانستان أو باكستان أو العراق.. ثم الإخوان بدورهم أدركوا خصوصية العلاقة بين أمريكا وإسرائيل وقد قدموا أنفسهم على أنهم ضامنين لأمن إسرائيل.. لذا لم يحاول الرئيس السابق مجرد ذكر اسم الكيان اليهودى ولو مرة واحدة، حتى أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة.. وأعتقد أن جهود مرسى والإخوان كانت وراء تنازل حماس عن حقها فى المقاومة ضد إسرائيل استجابة لطلب الدولة الإسرائيلية وهى المرة الأولى التى توافق فيها حماس على هذه الجملة.. إذاً هدايا الإخوان لأمريكا وإسرائيل وحماس واضحة وتستحق بالفعل أن تكون هناك دموع أمريكية وإسرائيلية وحمساوية على غياب الرجل عن منصبه.
 
أمريكا تهدد بقطع المعونة والضغط على أوروبا لمعاقبة مصر وتركيا بتجييش الناتو وأوروبا.. مشهد يؤكد أن الموضوع ليس رجلاً فشل فى إدارة مصر وحولها إلى ميليشيات أو جماعة ليس لها خبرة سياسية فسقطت فى الامتحان.. لكن من الواضح أن أمريكا اختارت مرسى لتنفيذ خطة سايكس/بيكو الجديدة لتمزيق مصر.
 
■ من حق أمريكا أن تنزعج... وأن تبحث فى عقاب الشعب المصرى الذى رفض التبعية.. لكن أيضاً من حق الشعب المصرى أن يثق فيما يختاره.. الشعب هو الذى جاء بمرسي.. وهو الذى عزله.. وعلى الجميع احترام المصريين.
 
أمام الاتحادية وقبل الإفطار شاهدت 150 من شباب الإخوان فى مظاهرة وحدات الجيش أغلقت الطريق.. فما كان منهم إلا الهروب فرادى.. بعد قطع الطريق.. سيناريو صبيانى مكشوف.
 
■ التايم الأمريكية فى عددها الأخير قالت: الإخوان يراهنون على ارتفاع أعداد الضحايا لكسب التعاطف الدولي.. وهذا ما يحدث.