
كمال عامر
الرياضة بين مبارك ومرسى!
ظروف متشابهة تواجه الناديين الأهلى والزمالك.. أزمة مالية.. وجوه جديدة تسعى لفرض سيطرتها على مجالس الإدارة فى ظل تطبيق لائحة صقر.. الناديان يواجهان ظروفا قاسية.. برغم الجماهيرية التى يحظى بها الناديان إلا أن قواعد اللعبة السياسية منذ 25 يناير واختفاء كبار الرعاة من الوزراء ورجال الأعمال ممن كانوا يوفرون الأموال أو يساعدون فى توفيرها.
الرياضة المصرية مثل غيرها تعيش أزمة.. هى الآن بلا أب أو حماية لم يعد فى الدولة مسئول يمكنه أن يطلق شعار بيب بيب أهلى، مثلما كان يحدث قبل يناير حيث تسابق الوزراء والمسئولون وحتى الرئيس مبارك نفسه كان يقود الجماهير فى مدرجات ويحضر المباريات بالمدرجات لرفع الروح المعنوية للاعبين ومشاركة الجماهير الفرحة.
حتى حرم الرئيس مبارك السيدة سوزان وعلاء وجمال وأحمد نظيف وسامح فهمى وسيد مشعل والمشير طنطاوى تسابقوا بالمساعدة فى عمل البنية الرياضية من ملاعب وستادات وصالات .
وأعتقد أن المشير طنطاوى شخصيا كان وراء بناء ستاد برج العرب والدفاع الجوى وسامح فهمى وزير البترول الأسبق وراء بناء ستاد بتروسبورت وأندية البترول القطامية وسكاى والعاملين بالبترول وبرج العرب.
سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى الأسبق وراء بناء ستاد السلام ورئيس الوزراء أحمد نظيف كان مساندا للرياضة والرياضيين.
لم يكتف هؤلاء بالبناء ولكنهم شجعوا الانتصارات.. ذهبوا وراء المنتخبات الوطنية إلى الملاعب، شجعوا الفرق واختلطوا بالجماهير للاحتفال بالانتصارات.
كان جمال مبارك مشجعا ومساندا للفرق المصرية حضر التدريبات ومعه علاء مبارك، ساند اللاعبين والمدربين وكأى مصرى كان يبحث عن الانتصارات حتى لو فى مجال كرة «القدم».
بعد الثورة تعرض هؤلاء للاتهامات مع الأسف كانت اتهامات مضحكة ما بين إهدار مال عام.. واستغلال الكرة للترويج السياسى.. وهى اتهامات من مفلسين.
الآن وبعد هدوء الشارع والإعلام وغياب اشائعات الإخوان بدأت الرياضة المصرية تظهر غضبها من سياسيين غير مؤمنين أو مهتمين بها وبدورها.
تحول اتحاد الكرة إلى مركز شباب لا أحد يجيب عن طلب، ولا وزير يساند أو رئيس وزراء عنده وعى رياضى ولا مرسى مهتم!
وزراء مبارك والرئيس الأسبق نفسه كانوا وقودا للحركة الرياضية.. كان يرى أن الرياضة والانتصارات التى تحققها عنصر مكمل لمنظومة الحياة وانعكاس لتفاعلات مجتمع.
الرياضة خسرت اهتمام مبارك ووزراء مبارك.. والآن أصبح مساعدة الرياضة والرياضيين خيانة ورشوة واختفت صور المسئول فى زيارة للمنتخب.
فرق البترول إنبى وبتروجت وغيرهما أصبحت بدون راع معنوى.. سامح فهمى كان يبعث فى صفوف الفرق الحماس للفوز، كان يقف خلف الفريق مساندا ومناصرا ومدافعا عن حقوقها.. الآن الصورة اختلفت.
الرياضة المصرية الآن تعمل وتقف وحدها.. إلى أن تستقر الأمور السياسية أعتقد أنها لن تجد مؤيدا لها إلا جمهور راغب فى التشجيع وإعلام متخصص فى هذا النشاط!
أرغب فى حسم الأمور السياسية وهدوء الشارع ليعود الإخوانى والانقاذى معا للمدرج للهتاف بيب.. بيب أهلى.
كرة القدم أو الرياضة هى المكان الوحيد الذى يجمع الفرقاء فى السياسة.. وإذا كانت الرياضة المصرية قد ازدهرت فى عصر مبارك.. وتوقفت انتصاراتها فى عصر مرسى فالأمل أن تعود مظاهرات الشارع احتفالات بالانتصارات رافعة أعلام مصر.. هل تتذكرون شكل الشارع بعد الفوز بأمم أفريقيا؟!