الأحد 27 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أرواح المصريين أمانة في عنق الحكومة

أرواح المصريين أمانة في عنق الحكومة









 
فض الاعتصامات مشكلة انقسم حولها المصريون.. البعض طالب الحكومة المصرية بتنفيذ وعدها والفض بالقوة.. هذا الفريق قد يغيب عنه الآثار التي قد تنتج من وراء هذا الموقف واعتقد أن أقل الضرر هو موت واصابة عدد كبير من المصريين سواء كانوا إخوانا أو معارضين لهم.
فريق آخر يعتمد علي الهدوء في التعاطي مع هذا الملف.. وهو يتفق مع خط الحكومة الهادئ والمتعقل وبرغم أن تغليب صوت العقل قد لا يعجب المتحمسين أو المتعصبين الرافضين للإخوان.. ولكن في النهاية الحكومة هنا كسبت احترام العالم والعقلاء.. وبعثت برسالة للخارج بأن المحافظة علي أرواح المصريين جميعًا مسئولية الحكومة.
في المقابل ينتهج الإخوان عددا من القناعات والسلوك في محاولة منهم لفك الحصار المفروض حولهم.. في شارع قصر العيني مسيرات من 200 شخص وهتافات تعقبها بعد ساعة مسيرة من نفس العدد تهتف ضد الجيش ولصالح مرسي.. ومحاولات لعمل شغب أمام عدد من الوزارات مع تعطيل المرور ومحاولة الوصول إلي قصر الاتحادية.. وفشل الوصول.. هذا المشهد آراه افلاسا إخوانيا خاصة أن المعارضين للإخوان درسوا سلوك الجماعة ويعملون علي ضربه أولا بأول والأهم أن مثل هذه الافعال لم يعد لها مؤيديون.
إذا الإخوان خسروا ومازالوا.. وقد قلت ومنذ أكثر من عام أن تقاسم السلطة هو الحل الأمثل لإنهاء تلك الصراعات ولكن الإخوان لم ينصتوا أو يستمعوا ودفعوا ضريبة الغرور.. والتحيز للعشيرة فقط!!
▪ بالطبع الإخوان في موقف صعب وحكومة د.ببلاوي أيضًا.. لكن الناس بدأت تشعر بالاطمئنان برغم عدم وجود فرق ظاهري أو تغيير حقيقي باستثناء الأمل داخل كل شخص.. هذا الاطمئنان عملية شخصية.. والدليل أن مظاهرات الإخوان لم تعد تخيف أحدا.. حتي المشاركين فيها من خلال سلوكياتهم كأنهم أصحاب أنفاس مقطوعة!
▪ الأهم في هذا المشهد المؤلم أن الإخوان يكررون نفس أخطاء القوي السياسية المعارضة لهم.. في يناير انشغلت تلك القوة بالتظاهر والاعتصامات وتركت للإخوان الاستعداد للانتخابات، وعمل الدستور، والنتيجة أن الإخوان احتلوا مقاعد الشعب ثم الشوري واتهزمت القوي السياسية المعارضة.. الآن الإخوان مهتمون بالاعتصامات وقطع الطرق تاركين القوي السياسية الأخري ترتب الأوراق والاستعداد للانتخابات وتعديل الدستور.
ولو استمر الإخوان في هذا النهج اعتقد أن خسائرهم ستزداد، برغم أن هناك اصواتا مؤمنة بأن سلوك الإخوان الآن بشأن ثورة يونيو يضمن لهم مكانا تحت سماء ديمقراطية البلد.
▪ ماذا يحدث في مصر.. ومتي تنتهي المأساة التي نعيشها؟ سؤال مكرر.. الإجابة من عندي: مصر كأنها سيارة، سقطت في حفرة عميقة.. وغرزت.. المطلوب الآن تحرير العربة من الغرز.. وهو ما يحدث الآن.. ثم البحث في كيفية خروج السيارة من الحفرة والمرحلة الثالثة اصلاح ما تلف منها بتوفير قطع الغيار.. والبدء في الدفع بها لتعويض ما فات.. أمام مصر عامان للتخلص من آثار حكم الإخوان.. فيما لو بدأنا العمل الجاد في كل المجالات.
رجال الأعمال الأجانب لن يستجيبوا لدعوة حكومة الببلاوي بسهولة.. هم يحتاجون لضمانات وعلامات استقرار وحزمة حوافز.
علي العموم مصر الآن افضل والمصريون أصبح لديهم أمل وثقة في الغد ومستقبل البلد.
▪ أسأل: هل يمكن لعقلاء الإخوان التدخل بشكل علني لكبح التطرف لدي الجماعة علي الأقل للمحافظة علي الجماعة.