
كمال عامر
برادلى و80 مليون ناقد
■ فى مصر الآن مجموعة عناوين مهمة.. مثل لجنة الخمسين وتعديل الدستور.. مظاهرات وقنابل الاخوان.. حزب النور والمادة الثانية.. ارتفاع الأسعار.. تراجع الاستثمار.. تعافى الدولة. البحث عن رئيس..
■ فى مصر أيضًا الاهتمام يدور حول تأمين سيناء.. وجنازات رجال الشرطة والجيش.. وحكومة تعمل وسط ظروف معاكسة متنوعة.. وشعب لا يرحم.
■ وسط هذه الأحداث السياسية المهمة.. برزت أخطر المشاكل.. أو أهمها - الآن - على الأقل وهى عملية تأهل المنتخب الوطنى المصرى لنهائيات مونديال البرازيل.
لم يكن أحد يتوقع.. أو يحلم أو حتى يقرأ أن للفراعنة حظوظًا أو أملًا فى هذا المونديال.. لقد سبق أن خرجنا على «يد» حسن شحاتة من تصفيات أفريقيا.. وكان المعلم والفراعنة فى عيون كل المسئولين فى نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
«دلع» من كل الأصناف والأشكال.. ومجموعة اللاعبين هم الأفضل ونجوم دورى وأندية بينما برادلى عندما تولى منصبه مديرًا فنيًا لم يكن هناك من يصدق أن الرجل قد يصعد بالفراعنة إلى ما حققه.. بل كانت هناك مبررات لو لم يحقق الرجل أى فوز وهى تبريرات معقولة.. المنتخب لعب بدون دوري.. ولا مباريات ودية. ولا حتى مكافآت.. حالة من «الدربكة» لم تشهدها اللعبة منذ عام 1967.. الأهم أن برادلى اختار لاعبى المنتخب «سماعي» ودون رؤية.. وسط هذا الضباب لعب الفراعنة.. وحققوا انتصارًا أراها كانت سرية لم يحس بها المصريون.. ولم يمنحوا برادلى والمنتخب ما يستحقاه من احترام.. إلى أن استيقظ الشعب والإعلام الرياضى وغيرها على وصول المنتخب المصرى رلى المحطة النهائية أمام غانا.
■ المونديال أهم من أى موضوع آخر ومن الممكن أن تؤجل أى خلافات سياسية حول الدستور والاقتصاد والفن وغيره.. لكن من المهم أن نلتف حول برادلى والمنتخب الوطنى دون أى اعتبار لأى خلافات سواء حقيقية أو مصطنعة.
بالطبع هناك من لا يعجبه أن يصل الفراعنة إلى مونديال البرازيل بعد غياب 24 عامًا تحت قياداة الأمريكى «برادلي» وهناك من هم منزعجون أصلًا من أن نجاحات لمصر وحتى لو كرة القدم.
بالفعل هؤلاء عدد منهم فى الإعلام وإلا لماذا تسليط الضوء على استبعاد الحضرى أو ضم العبد.. مع أن هناك من يرى أن الحضرى قد يتم ضمه للقاء الثانى مثلًا.. وضم لاعب مثل آدم العبد هو أمر يرجع إلى برادلى وليس غيره وعلينا أن نحترم اختيارات الرجل ولا يمكن بأى حال أن يستجيب الرجل ل80 مليون رأى اتركوا برادلى يعمل .. ويستعد لمباراتى غانا بتركيز.. لأن أى تصعيد فى هذا الشأن معناه أمرًا محددًا وهو الهزيمة لمنتخب مصر وضياع الفرصة.
■ لا أعلم ما هذا الكم من السواد وعدم الثقة والعدوانية تجاه المنتخب وبرادلي.. إلى هذا الحد هناك من لا يعجبه أو يفرحه أن يخرج المصريون للمرة الأولى حكومة ومعارضة.. شمال ويمين معًا تحت علم مصر فى الشوارع وفى هتاف واحد بيب.. بيب.. مصر!!
■ تصوروا لو أن المنتخب المصرى صعد إلى نهائيات مونديال البرازيل.. حلم مطلوب لعودة الوحدة المصرية ولم الشمل.
وإذا كانت السياسة قد فرقت بين المصريين مؤقتًا.. كرة القدم هى الفرصة فى لم الشمل وعودة الانسجام.. والأفراح والفرجة.
عودوا بالذاكرة إلى ما بعد الفوز بأمم أفريقيا.. الملايين فى الشوارع احتفلت وهتفت وفرحت..
يارب.. مصر والمصريين فى حاجة للفرحة.. وإذا كانت بلدنا تعرضت لزلزال.. وبعد التخلص من الإخوان.
■ يارب.. أكمل علينا الفرحة..
■ إلى الحضري.. من حقك أن تغضب لأن وجودك مع الفراعنة فى المونديال صفحة فى التاريخ.. واستبعادك «عار» لك وعليك.. لكن لا تحاول أن تلحق الأذى بالمنتخب.
■ إلى جماهير الكرة.. أهلى وزمالك مصرى واتحاد وإسماعيلى .. المنتخب فى حاجة إليكم جميعًا لاجتياز غانا.