
كمال عامر
حكومة القبضة الحديدية
■ ملامح مهمة ببدء انتهاج حكومى لمساعدة الفقراء والطبقة الوسطى.. تحديدًا عملية تطبيق الحد الأدنى للأجور على عمال القطاع الخاص بعد أن تم حسم القضية لصالح عمال شركات الدولة. وأيضًا إنذار الحكومة لتجار الخضار والفاكهة بالتدخل بالتسعيرة لضبط الأسواق هذه دلالات على أن حكومة د.الببلاوى بدأت التصدى للظواهر المؤلمة التى تواجه المجتمع.وبالتالى تحولت قبضتها من الناعمة إلى المؤلمة.بالطبع رفع الرواتب دون دراسة أو اتخاد خطوات لتأمين الزيادة وضبط الأسعار أمر ليس سهلًا.. وأيضًا عدم السماح للتجار باستغلال الغلابة بسرقة الرواتب أو الزيادات أمر صعب للغاية.. وقرارات أو تحركات حكومة د.الببلاوى فى هذا الشأن تؤكد وتوضح أن زمن «النعومة» قد انتهى وأنها قادرة على التصدى للمشاكل الأكثر خطورة والحكومة هنا من خلال هذا التصرف تعلن موت ظاهرة «الطبطبة» أو المحاباة.. نعم هناك مشاكل متنوعة معظمها صناعة حكم الإخوان. ونتاج تصريحات وقرارات عشوائية وحكومة الببلاوى تدفع كل الفاتورة وحدها.. ودون رحمة أو مساعدة. السياسيون لم يجدوا جهة لصب غضبهم من إيقاع عمل الدستور إلا الببلاوي.. والتجار صبوا غضبهم على الرجل.. والإعلام بعد انحسار عصر الإخوان وجدوا الحكومة بديلا للهجوم عليها.
■ مصر الآن تعيش أزمات والناس اتخنقوا لكن وسط هذه الحالة المؤلمة بدأ د.الببلاوى فى إظهار شجاعة لو استمرت حكومته تسير بنفس الرتم ربما حقق للمصريين الكثير من حلول لمشاكلهم اليومية.
■ الحكومة ليس وحدها.. والاستثمارات الأجنبية والعربية معطلة تماماً فقد انخفضت من 13 مليار دولار قبل يناير 2011 أثناء حكم الرئيس الأسبق مبارك إلى 2 مليار دولار فقط فى عهد الرئيس السابق مرسى ومطلوب من الببلاوى أن يدفع ويرفع الحصيلة ويجذب المستثمرين.. لكن الرجل لن ينجح وحده.. كيف ينجح والاضرابات تحولت من شكل ظاهر إلى ظاهرة سرية.. معظم الوحدات الإنتاجية لا تعمل.. وهو أمر مزعج للغاية.. ثم هناك انفلات متنوع وفى كل الأماكن.. المؤكد أن الحكومة تحتاج لدعم شعبى ليس بالكلمات ولكن بالعمل والمساندة لاجتياز المحنة التى تواجه مصر.
من حق المواطن فى مصر أن يشعر بتحسن فى المعيشة والحياة على الأقل لأن ثورة 30 يونيو قامت على مبادئ واضحة ولتغيير الواقع إلى الأفضل.. فى يونيو خرج الشعب ليعبر عن غضبه ورفضه لحكم الإخوان.. وأيضًا للمطالبة بإدخال تحسينات لصالح حياة أفضل.. الوقت يمر والشعب بدأ يغضب لذا تحركات حكومة الببلاوى بمساعدة الطبقة الفقيرة والوسطى مهمة ولها أبعاد بأن «يد الحكومة قوية» وقد تتحول إلى البطش ضد الغلاء والأسعار والظلم وقطاع الطرق وتعطيل الإنتاج وترويع الناس.
■ خطوات حكومة د.الببلاوى مهمة ومرحب بها.. وأعتقد أنها تكشف عن سلوك جديد فى التعامل مع المشاكل التى تواجه البلد. الدكتور الببلاوى من خلال تحركاته فى ملف الأجور والأسعار بعث برسالة للمصريين جميعًا. بأن حكومته تحس بالشعب وتعرف كل معاناته وهى تقف معه ولن تتركه وحده..بالطبع هناك سلبيات.. لكن أيضًا يجب ألا نقف متفرجين كل الوقت.
■ أى وزير لا يمكنه أن يرضى كل الناس.. هذا ينطبق على ما هو أعلى أو أدني.. لكن يبقى هناك العمل هو معيار النجاح.
وأعتقد أن العديد من وزراء حكومة د.الببلاوى نجحوا فى تقديم انفسهم على أنهم يبذلون الجهد ولا يسعون للشو الإعلامى وهم يستحقون منا التشجيع.
حتى لو بينهم من هو بالفعل يرافق الكاميرا فى التنقلات أو غاوى تصريحات ورغي!!