
كمال عامر
أكتوبر.. الوطن والمواطن
■ الإعلام المصرى استطاع أن ينعش ذاكرة المصريين بتفاصيل حرب أكتوبر والذى يجهلها معظم المصريين.. جرعة معنوية كنا فى حاجة إليها لنعلم أن لديناقوة من الممكن أن تعتمد عليها وهى الجيش المصري!
فى أكتوبر 1973 نجحت القوات المسلحة المصرية فى عبور أكبر حاجز مائى فى التاريخ وأيضاً أقوى خط دفاع وهو خط بارليف الإسرائيلى المزود بتكنولوجيا الرصد وقوة النيران.
انتصار لم يكن عسكرياً فقط.. بل امتد ليشمل حياة كل المصريين فى 73 تخلصاً من عقدة إسرائيل التى لا تقهر والتى صورتها أجهزة الإعلام المرتبطة بالكيان الإسرائيلى على أنها قوة غير قابلة للكسر أو الهزيمة.
قبل 1973 عشنا أسوأ أيام حياتنا من الانكسار والسخرية والشائعات وجود إسرائيل فى سيناء كان يعنى وقف حركة الملاحة فى القناة.. التهديد الدائم لسكان مدن القناة ومد ذراع إسرائيل إلى القاهرة.
قبل 1973 كنا نتعرض للإهانة والمهانة فى الخارج.. العالم كان مقتنعاً بأن العرب لن تقوم لهم قائمة وأن خسارة مصر لـ80٪ من قواتها فى حرب 1967 لا يمكن التعويض.. وأن إسرائيل ستظل الأقوى والأخطر وأن الاتهامات لم تتوقف عند هذا الحد بل وصل الأمر لتشريح جثث المصريين وهم أحياء!
نعم كدنا نصاب بعقدة وأمراض اجتماعية متنوعة زاد منها خدمات غير متوافرة لمواصلة الحياة.. فقدنا الأمل فى عودة سيناء.
■ وانتصرنا.. وسط إعلام غربى غير مُرحب بسماع أو وصول أى صوت عربى إلى الخارج.
إسرائيل فى صدمة وأمريكا والعالم كله.. المصريون عبروا القناة.. وعبروا حاجز الخوف والهزيمة لم تعد هزيمة 67 هى آخر مشهد فى حياة هذا الجيل.
■ انتصار أكتوبر لم يكن عشوائياً.. بل تم التخطيط له بعناية.. كل المصريين التفوا حول جيشهم.. وكل العرب أعلنوا تأييدهم ومساعدة الشعب والجيش المصرى.
قادة العرب من السعودية والكويت والعراق وليبيا والجزائر والسودان تسابقوا على مساعدة مصر والوقوف مع الشعب المصري.
نجح الجيش المصرى مدعوماً بالتأييد الشعبى من إلحاق هزيمة ثقيلة بإسرائيل.. التى وصفت 6 أكتوبر بالزلزال.
■ تجربة لا يمكن أن ننساها. الإعلام والمصريون كأنهم فى حاجة إلى استنفار عقلى للبحث فى قواسم مشتركة للم الشمل وبث الهمة.
■ انتصرنا.. وعادت سيناء إلينا بعد معركة سياسية شرسة بالتفاوض مع إسرائيل قادها الرئيس السادات ببراعة.. وبعده الرئيس مبارك وقد نجحت مصر فى فرض احترام العالم لها بعودة الثقة فى الجيش والشعب!
■ القوات المسلحة المصرية هى الدرع الواقى ضد كل من يسعى لإلحاق الأذى بالمصريين والعرب.. وستظل صمام الأمن والأمان لكل المصريين وقوة مضافة للأشقاء العرب.
■ انتصرت مصر فى 1973 لأن إيمان الشعب بالقوات المسلحة لم ينكسر أو يتزعزع وأن 67 حالة عارضة.
■ نحن الآن فى حاجة للتلاحم والتعاون لحسم الكثير من المشاكل السياسية قبل الاقتصادية.. على الأقل لنعبر النفق الذى حاصرنا فيه الإخوان.
■ الجيش المصرى هو مفخرة المصريين والعرب كان ومازال وسيظل.. هو العين الساهرة الحارسة للوطن والمواطنين.
■ جيش مصر لم يكتف بدوره العسكرى فى تحرير الأرض.. لكنه فى يونيو كان صوت الضمير لكل المصريين عندما انحاز لصالح مستقبل المصريين.. لو لم يمنح الجيش الحماية والأمن والأمان للمصريين لربما استمرت المعاناة مع نظام مرسي!
■ المصريون الآن يرسمون خط سير العملية الديمقراطية دون ضغوط أو انحراف.
يبذلون الجهد من أجل مستقبل أفضل.. والقوات المسلحة من جانبها تترجم رغبة المصريين فى مصر آمنة حرة ومستقرة.
تحية لكل من ينتمى لجيش بلدى والتحية لرموزه فى يوم انتصار أكتوبر 1973 وتحية لكل من ساهم فى هذا النصر.. وأيضاً فى عودة مصر للمصريين بعد ثورة 30 يونيو.