
كمال عامر
لا تقتلوا.. برادلى
■ غضب الشارع المصرى من الإخوان والمعيشة وسوء الأحوال ووقف الحال وأزمات المرور.. تحول فى لحظة إلى برادلى ومنتخب مصر بعد الهزيمة أمام منتخب غانا 1/6 فى كوماسى فى المحطة النهائية لمباراتى الصعود إلى نهائيات مونديال البرازيل 2014.
■ الإخوان بدورهم وجدوا فى هزيمة منتخب مصر فرحة وفرصة وانتقاما من السلطة.. وكأنهم يقفون فى نفس الجهة مع كل أعداء مصر.
■ أعلم أننا فى أمس الحاجة للفرحة والانتصار من عيار الانتصارات الكروية.. وأعلم أيضا أن معظمنا يعيش مرحلة انقسام وتشتت بسبب ما يدور حولنا فى الداخل والخارج.
من هنا كانت صدمة المصريين وحزنهم وغضبهم بعد الهزيمة أمام غانا، ما زاد من غضب المصريين أن الهزيمة ثقيلة.
■ السؤال: هل يستحق برادلى هذا الكم من الهجوم؟
الإجابة من عندى: لا.. برادلى مدرب محترم لعب وفاز مع فريقه دون إعداد.. وفى غياب دورى ووقف النشاط.. وهى ظروف معاكسة كافية لعدم تحقيق أى انتصار!
■ برادلى مدرب أرى أن الظروف الصعبة التى واجهت وتواجه المصريين وراء عدم نجاحه فى تكملة حلقات الانتصارات.. أذكر المتعصبين والمنفعلين.. برادلى بدون جمهور ودورى ومساندة من أى نوع نجح فى الفوز فى ست مباريات فى التصفيات وهو ما لم يحدث لنا من قبل.
■ أذكر أيضا أن برادلى المدير الفنى الأمريكى لم يحاول فى حواراته أو تصريحاته الصحفية منذ أن حضر إلى مصر استغلال الظروف المؤلمة التى يعيشها معنا.. كان من الممكن أن ينقذ نفسه ويسوق التبريرات على الأقل حتى ينقذ نفسه!
■ أذكر أيضا أن برادلى تحمل ما هو فوق طاقة البشر.. وحاول وبذل مجهودات مع المنتخب الوطنى ونجح بدرجة ملحوظة فى إثبات إمكاناته وقدراته الجيدة فى علم التدريب.
■ من حق برادلى علينا ألا نغضب قبل أن ندرس ماذا حدث لمنتخب مصر فى غانا.. وما أسباب الهزيمة؟
■ من حق برادلى علينا ألا يمتد غضبنا إلى خارج الحدود.. الرجل اجتهد ونجح بدرجة ملحوظة، لكن فى المحطة الأخيرة سقط قطار الفراعنة.
■ نعم هناك أخطاء فى الملعب والدليل الهزيمة.. لكن من المهم أن ندرسها بعقلانية وبهدوء بعيدا عن الصراخ والغضب بنبرة عالية.
■ الأهم أن جو الهزائم يجذب المشتاقين ولأن مساحات الرياضة بالفضائيات ممتدة.. الأمر الذى دفعها بالاستعانة بتلك الشريحة وبالتالى استمعنا وشاهدنا آراء وأفكارا.. وأيضا أحقاداً.
■ أنا هنا أتمنى أن نتوقف عند ما حدث ولو درسنا هذه المشكلة بعقلانية على الأقل لتوصلنا إلى نتائج.. ولكن الغضب بشدة تنتج عنه آلام مضاعفة والنتيجة سراب.
■ المنتخب المصرى الأول لكرة القدم سقط فى مباراة مهمة وهذا سر الغضب.. ولو سقط منذ بداية التصفيات ما أحس به أحد وما غضب منه أحد.
■ برادلى لم يسقط.. ولم يفشل.. وأعتقد أن رد فعل جمال علام رئيس اتحاد الكرة بطرد المدرب مبالغ فيه.. الرجل ليس على مستوى الحدث ولم يعرف كيف يعالج المشكلة.. كنت أتصور من علام الانتظار لما بعد المباراة الثانية، ودراسة الموقف بعقلانية بدلا من أن يجلس مع جمهور الدرجة الثالثة ويهاجم برادلى.
■ معروف أن هناك أكثر من مدرب مصرى يسعى لقيادة المنتخب خلفا لبرادلى.. وكل منهم له أقلام وأشخاص، لكن فى النهاية أتمنى من اتحاد الكرة ووزير الرياضة طاهر أبوزيد منح العقل فرصة للمناقشة فيما حدث، وأيضا.. برادلى لم يسقط ولكن نحن سقطنا نتيجة أخطاء وأحداث.. كل منا ساهم فى صنعها.