
هناء فتحى
اختار التحرير
ولأننا صرنا أمام اثنين فقط من مرشحى الرئاسة يمتلكان مشروعين لا ينتميان مطلقاً لأفكار الثورات بل إن الثورات تقوم من أجل طمسهما وهما مشروعا الدولة الدينية والدولة العسكرية ولأنهما مشروعان ينتميان لأزمنة ما قبل ثورة يناير فقد قرر من بيده القرار وأد الثورة لتتناسب مع حجم ومضمون أحد المشروعين تماماً كأنك بصدد شراء بنطلون ليس على مقاسك فعليك أن تقطع رجلك علشان ييجى مقاسك هكذا يتم تفصيل الشعوب لتناسب مقاس حكامها علشان تلبسها صح لكن الثورات لا تموت، تحبل وتلد دوما وقد تلد طفلاً مشوهًا مرة لكنها تنجب أطفالاً رائعين يزينون ميادين التحرير وقبل أن تسأل نفسك هل كان الحكم فى قضية القرن وتبرئة ابنى مبارك وستة من مساعدى وزير الداخلية ترسيخًا لعودة دولة البوليس والعسكر؟ عليك فقط أن تدرك أن المستشار أحمد رفعت أثناء الحكم على مبارك لم يكن فقط فى محاولة هروب من كتاب التاريخ وحكمه بل كان فى محاولة هروب مستميتة من حصة اللغة العربية من النحو والصرف والبلاغه فى محاكمة المخلوع وصحبه لم ينطق المستشار أحمد رفعت كلمة واحدة صحيحة لغويًا تارة ينصب الفاعل وأخرى يرفع المفعول ومرة يقف ساكنًا عند قول متحرك يهرب من الكلمات فينطق نصفها الأول مرة ومرة ينطق نصفها الأخير كانت الكلمات تطارده كالكرباج بالفتحة كان مكانه القفص والمفعول الذى كسره كان مكانه فوق الرءوس فهل كانت علاقة الرجل المرتبكة بالعربية إيذانا وشرحا للحكم الذى صدر؟ ما العلاقة؟ وهل جاء الحكم ليعيد الشعب إلي ما قبل ثورته؟ هل صرنا فى الدقائق الأخيرة للعبة الرست بيننا وبين مشروعى نظام ما قبل الثورات وفى انتظار من سيسقط منه زنده فوق الترابيزة قبل الآخر؟ نحن الآن فى مواجهة دولة واحدة من دولتين: الأولى يمثلها محمد مرسى ومن خلفه أهالى قندهار وأخرى يمثلها أحمد شفيق الذى يستطيع تارة أن يفرق المتظاهرين بالنيران وتارة بالبونبونى.. دولة الخلافة الإسلامية أو بونبونيا العظمى فهل يجب علينا الاختيار؟!