
كمال عامر
هادى فهمى
اندهش البعض من السادة القراء.. عندما كتبت أن هادى فهمى آخر رئيس للشركة القابضة للتجارة كان وراء الاستثمار الحقيقى وزراعة توشكى وهو أول من حول رمالها إلى اللون الأخضر بعيدًا عن التصريحات الوردية.
الحقيقة بحكم منصب هادى فهمى كانت تتبع شركته شركات الرى والاستصلاح وشركة جنوب الوادى توشكي.. ولأن الدولة كانت قد فوضت هادى فهمى فى إيجاد حلول للأمراض المزمنة لتلك الشركات فقد رأى الرجل ضرورة الدفع بشركات الاستصلاح للعمل فى توشكى كمقاول لدى شركة جنوب الوادي.. وهو ما يحقق معادلة فى غاية الأهمية وهى توفير موارد مالية نتيجة إسناد تلك الأعمال لرواتب الموظفين.
نجح هادى فهمى من خلال أفكاره الجريئة فى تحريك المياه الراكدة بالنسبة لمشروع استصلاح وزراعة توشكي.. خاصة أن محطات رفع المياه الضخمة كانت قد أنهت الأعمال وهو ما وجد ضرورة ملحة فى استثمار 12 مليار جنيه فورًا.
هادى فهمى وضع مع شركة جنوب الوادى للتنمية توشكى خطة لزراعة ل120 ألف فدان.. وأشرف على بناء مصنع للفرز والحفظ لمنتجات توشكى ولولا جهود هادى فهمى الشخصية والناتجة من إيمانه بقيمة المشروع وأهميته للمواطن المصرى من حيث توفير الاحتياجات الغذائية لربما مات المشروع ودخل دائرة النسيان وضاعت مليارات محطات الري.. نجحت زراعة كل المحاصيل الزراعية فى توشكى.
■ هادى فهمى هنا من خلال خطة جنوب الوادى توشكى أوجد أعمالًا فى البنية التحتية والمرافق لشركات الرى والاستصلاح.. وفى النهاية ساعد فى خلق مجتمع جاذب للاستثمار فى توشكي.
وإذا كان الرجل قد ترك موقعه ولم يعد يملك منصبًا أو سلطة.. وأعتقد أن الأخلاق تجبرنى على ضرورة الإشادة بما قدمه لبلده ومصر من خلال مشوار عطاء ممتد..
هادى فهمى هو نفسه رئيس اتحاد كرة اليد السابق.. وقد تحمل الكثير من المشاكل والصعوبات من أجل تحطيم أصنام سعت لتأميم كرة اليد لصالح أفراد وأعوان وأصدقاء دفع فاتورة جرأته وحده.. ولم يشك إعلام أحول.. أو نيرانًا صديقة والأهم حتى بعد أن ترك منصبه بعد مشوار عطاء واضح ومحطات واشتباكات مع وزراء وكبار ولكن يبقى فى النهاية انه يملك محطات مضيئة.. يعيش على ذكراها..
عندما اكتب عن هادى فهمى أنا هنا أشيد برجل لم ينكسر.. لم تهزمه ضربات المختلفين معه.
ومن المؤكد انه سعيد بما قدمه وما حققه.. وغير نادم على حياة يرى انها ثمن لقيمة وهدف وعمل ونتائج..
■ هادى فهمى هزم خصومه بابتسامة وضحكة من قلبه.. لم يحاول أن تكون مزيفة وحتى فى غضبه سرعان ما يعود سريعًا إلى طبيعته..
■ وأعتقد أن العمل الذى دفع هادى فهمى سنوات عمره راضيًا مقابل نتائج فلسفة من شخص يعشق بالفعل حاجة اسمها الوطن.. ومصر..
من حق هادى فهمى أن يفتخر بما قدمه لبلده.. وهذا حقه.. أسرته وأولاده وزوجته. وإذا كان الرجل قد شعر بالظلم فى بعض محطات الحياة.. فقد عوضها بسرعة بضحكة صافية وسماح متعمد ونظرة للأمام دون التفاف للوراء.
■ أنا أكتب عن هادى فهمي.. للتذكرة بأن مصر لا تنسى من قدم لها جهدًا وعملًا وإخلاصًا ونتائج يعلمها المقربون منها.. والرجل اختار لنفسه.. خطوات ما بعد العطاء.. وأماكن وأصدقاء متعه الله بالصحة.
■ إلى السادة الذين يجيدون فنون البكاء والصراخ. برادلى صنع معنا حلمًا.. وحاول مع الفراعنة تحقيقه لا يجب أن نصوب طلقات الرصاص على رأس برادلي.. ما حدث نتاج ثلاث سنوات من التهاب الشارع واشتباكات سياسيين وصراع الانتهازيين، قبل إصلاح الكرة.. أصلحوا الاقتصاد والمرور وغيرهما..