
كمال عامر
مصر الحديثة!
مصر الآن فى حاجة للفلترة.. يعنى بناء جديداً يمكن أن يصل بنا للعالمية.. أقصد هنا اقتصادًا قويًا.
حياة اجتماعية أفضل.. تقدم حقيقى ونهضة حقيقية.. وفى حاجة لوضع أسس ونظم تتواءم مع الدول المتقدمة والمشكلة أن الإطار السياسى هو ما يهم العالم وهو بمثابة خطوط الحياة لشكل الدولة.. الأمر الواضح أن انشغال كل البلد بالدستور والقوانين والبرلمان ثم الرئيس له الأولوية وإن كان على حساب احتياجات المواطن.
الأغلبية فى مصر مؤمنة بأن التغيير أو البلد فى شكلها القديم أو الحديث أمر محصور فى المعيشة والشغل ورفع الدخل المالى ومدرسة نظيفة وتعليم على الأقل يؤدى بالأبناء إلى مستوى أحسن.. وشارع نظيف خال من الزبالة.. ومكان فى أتوبيس أو المترو.. والقليل لشراء وجبة تسد جزءًا من احتياجات الجسم.
هذا هو شعار أو ما يشغل بال المصريين.
المصريون عاوزين.. شغل للأولاد يمنعهم من الصياعة وأصدقاء السوء والجلوس على المقاهى أو الكافيهات.. هذه هى أحلام الآباء والشباب.
طيب من الذى يمنع هذه المطالب ولماذا لم تبدأ الحكومة وكل أعوانها من البدء؟ حاجات كثيرة تمنع ذلك.. هناك أولويات للبناء.. كأى عمارة أو مبنى مصرى هكذا الآن تحتاج رسومات معمارية.. للشكل العام للتوجه السياسى أو الاقتصادى أو غيره.. ثم رسومات مدنية بالتفاصيل ورسومات للعناصر المكملة للشكل العام.. والأهم التكلفة والفلوس لشراء الاحتياجات..
مصر الآن فى مرحلة وضع الرسومات المعمارية للنظام.. وفى نفس الوقت تجرى محاولات تدبير الأموال المطلوبة..
لا يمكن أن نبدأ البناء قبل تلك المراحل السابقة بل هناك مرحلة لم تكن لها أصول محاسبية فى عملية البناء وهى مرحلة التمهيد.. واستلام الموقع خاليًا من الموانع!!
نعم على المصريين أن يصبروا ويعيدوا تقييم الموقف.
مصر الآن فى تقدم وان كان بطيئًا نعم هناك من يحاول الاستحواذ.. والسيطرة وهو ما يفقد الكثيرين منا أمل التغيير بالمفهوم الذى اتفقنا عليه فى 30 يونيو.. لكن فى المقابل الاشتباك الموجود الآن بين كل الجهات والمواطنين أدى إلى تمرير كل الرسائل حتى الخاطئة منها!
الآن ألاحظ خطوات تعديل الدستور ليعبر عن المصريين تشير فى خطوات ثابتة. الاستعداد لبرلمان معبر عنا.. والتجهيز لوضع خطوات النظام المقبل.. وصياغة العلاقات بين مصر والعالم وتحصينها.. وتنظيم اتجاهات مصر. وشرح الحقائق للعالم.. كلها أمور تحدث والأهم لم تتوقف رغم كل ما يحدث..
فى الشارع الأمن أفضل.. حتى فى وجود مظاهرات للإخوان.. أو اضطرابات للطلاب، حالة المرور أفضل.. ونجد مسارات بديلة للوصول للعمل أو للمنازل.
نعم هناك انفلات فى الأسعار.. وحالات غش وغيرها.. لكنها أمور لن تتفرغ لها الدولة بأجهزتها الآن.. لكن موعد التصادم قادم..
ما أرصده أن حتى الوزارة الواحدة أصبح بداخلها عناصر متنافرة.. وحالات هياج وانفلات.. لكن هذه أمور صحية ومطلوبة على الأقل لنتعرف على ما يحدث داخل تلك القطاعات..
لوضع علاج أفضل وأكثر فاعلية..
عندما أقول إن بكرة أفضل.. هذه قناعاتي.. لأننى عشت أدق تفاصيل نظام مبارك وما بعده حتى الآن.. وحتى عندما أغضب واشعر بالاختناق.. أجد بصيص أمل من وزير أو مسئول..!!
ما تعيشه مصر - الآن - هو حالة ميلاد أو بناء جديد.. نعم هناك عوامل معاكسة متنوعة.. وناس ترفض ولا تستوعب وجيل متسرع برغبته فى رؤية التغيير الإيجابى لكن فى النهاية. الفوران الموجود مهم لنظافة وعلاج الجرح ثم بناء مصر الحديثة.