
كمال عامر
رسالة إلى أمير قطر
■ العداءات والخلافات فى السياسة أو غيرها لا تدوم إلى الأبد.. كم مرة عاصرنا خلافات وخناقات وشتائم بين الدول.. وبعد فترة تذوب الخلافات وتعود الحياة والعلاقات بين الدول.
■ بالنسبة للدول العربية تحديدًا هى عمق استراتيجى لمصر والمصريين، وهم أشقاء والأقرب إلينا، من هنا أنزعج جدًا فى وجود أى خلاف يصل للعلانية.. وقد كتبت وهاجمت الإخوان أثناء توليهم حكم مصر - عندما هاجموا الإمارات علنا والسعودية سرًا.. لإيمانى بأن الأيام كفيلة بمعالجة المواقف.
■ قطر دولة عربية شقيقة..
لعبت دورًا مهماً فى حسن وتنقية الأجواء وحل مشاكل الفرقاء فى لبنان والسودان. واستضافت الفرقاء وتدخلت وتم حل معظم المشاكل فى تلك الدول بين السياسيين المختلفين وأعتقد أن الجالية المصرية تلقى كل اهتمام القيادة القطرية.. فى نفس الوقت لا أعرف لماذا تصر القيادة القطرية أن تكون طرفًا غير محايد فى المشاكل المصرية..؟ ما هو العائد الذى سوف تحصل عليه الشقيقة قطر والقيادة هناك فى تأجيج الخلاف المصرى / المصري.
قد يكون الشأن المصرى مختلفًا عن الشأن السودانى واللبنانى وغيره وهو ما يؤكد عدم تمرير المصالحة القطرية أو نجاحها.
من الممكن ألا تلام قطر لوقوفها بجانب الإخوان المسلمين منذ يناير.. خاصة أن الإخوان نجحوا فى الانتخابات وشكلوا الحكومة وتولى الرئيس مرسى قيادة البلاد.. إلى هنا الأمر طبيعى.. ومساندة قطر للإخوان طبيعية.. لكن أن يستمر هذا السلوك بعد أن ثار المصريون ضد الإخوان ومرسي..
الأمر هنا مربك ولا يمكن للشقيقة قطر أو قيادتها عدم العلم أو المشاهدة لملايين المصريين فى كل المحافظات وهى تخرج رافضة حكم الإخوان ومرسي. الأمر واضح والعالم كله شاهد..
قد تكون الجزيرة قناة مهمة ومصر تمثل قيمة كبيرة والأحداث فيها مغرية لأى قناة. لكن أن تكتفى الحكومة القطرية وقناة الجزيرة بوجهه نظر الإخوان وتعادى الجميع وهو ما جعل منها وزيرًا لإعلام الجماعة.. هذه الأمور لا أجد لها إجابة أو تبريراً.
أسأل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة ما هو مصلحة الشقيقة قطر فى انحيازها لفصيل سياسى رفضه الشعب فى 30 يونيو؟ وما هو العائد للحكومة القطرية فى تشويه كل ما يحدث فى مصر - الآن - وإثارة الفتنة وتضخيم الأحداث باستضافة متعاطفين مع الإخوان أو عناصر الجماعة.
وتأجيج العلاقات المصرية / العالمية..
■ وأسأل أمير قطر؟ هل بالفعل تسعى قطر لحرق مصر؟ وهل هناك ثأر بين القاهرة والدوحة؟ وهل أصبح لقطر أجندة سياسية واضحة محددة لصناعة حرب أهلية فى مصر قد تؤدى إلى تقسيم البلد..
أسأل أمير قطر.. أنا شخصيًا غير متصور أن يصل الأمر إلى أن تكون الشقيقة قطر دولة هدفها إلحاق الضرر بمصر والمصريين مهما كان السيناريو الذى تساهم فيه قطر الآن ضد مصر وثورة يونيو.. ولكن فى نفس الوقت أشعر بالحيرة من سلوك قطر تجاه الأحداث ومحاولتها وبكل الطرق الوقوف مع الإخوان ضد ملايين المصريين الذين خرجوا فى يونيو رافضين حكمهم للبلد.
■ أسأل أمير قطر: عندما حدثت يناير 2011 لعبت قطر والجزيرة دورًا واضحًا فى تغيير النظام والتبرير أنها وقفت مع الشعب ضد مبارك وانحازت للشارع.. كلام جميل.. وعندما خرج ملايين المصريين فى يونيو 2013 وعددهم يفوق ما خرجوا فى يناير 2011 بعشرات المرات رفضت قطر الانحياز للشعب أو رؤية الملايين ولم تتبن - كما حدث فى يناير طبقًا للرؤية القطرية تطلعات المصريين ورغبتهم فى إسقاط الإخوان وتنظيم الشارع المصرى وفقًا لقواعد جامعة متفق عليها..
■ إزدواجية المواقف هو التعبير الصحيح لموقف الشقيقة قطر وقيادتها وانحياز للإخوان واضح على حساب مصر والمصريين؟
الموقف القطرى أصبح معاديًا أنا شخصيًا ضد استمرار الخلافات ولكن أيضًا أرفض تدخل قطر بالشأن المصرى بهذه الطريقة مهما كانت المبررات.. وأتمنى أن يعيد الشيخ أمير قطر النظر فى سياسة بلده تجاه مصر والمصريين، مصر دولة كبيرة وعلى الجميع احترام الشأن المصرى كما تحترم شأن الآخرين ومنهم الشقيقة قطر.. وعليه أن يساند الشعب المصرى فى تنفيذ خارطة الطريق أو يمتنع وله الحرية ولنا أيضًا.