
كمال عامر
بترول الصحراء الغربية
■ الصحراء الغربية هى أمل المصريين فى البوح بأسرارها البترولية
أسرار كثيرة تتداول هناك وهناك وأن الدول الكبرى تنتظر عودة الهدوء إلى حدود مصر والسودان وليبيا فيما نطلق عليه المثلث الذهبي.. هذه المساحة المتداخلة بين الثلاث دول هناك شواهد على وجود اليورانيوم والغاز والزيت. ومن أجل تلك الشواهد قامت الحروب والتحرشات والمشاكل المسلحة وعدم الاستقرار.. الدول الكبرى من ناحيتها تحاول تغذية هذه الصراعات لتتعرف على القوى الكبرى والتى لها السيطرة الحقيقية على هذه المناطق.. العدل والمساواة.. أم حكومة الخرطوم بالسودان ثوار بنغازى أم الإخوان فى ليبيا.
الحكومة المصرية أم الإخوان فى مصر..
ومن اللافت أن الصراعات الموجودة داخل تلك الدول والاضطرابات لم تعد تلعب وحدها.. بل هناك أياد عالمية تغذى هذه الصراعات على الأقل لضمان الحصول على جزء من تورتة المثلث الذهبى!!
خلال العشر سنوات الأخيرة كانت مصر على علم بأدق تفاصيل الخريطة البترولية لهذا المثلث.
وقد جرى عدد من الاجتماعات بين الخبراء وناقشوا أدق التفاصيل وما هى حصة مصر كيف يتم استثمارها مع الشركاء.. بل أزعم أن القيادة البترولية فى هذا الوقت وجدت ضرورة الاحتفاظ بسرية الموضوع على أن يتم التنسيق مع الجهات المصرية المسئولة والتحضير لوقت الانطلاقة.
ولا أخفى سرًا أن مهندس سامح فهمى وزير البترول الاسبق كان حريصًا كل الحرص على التجهيز لمرحلة الدخول بقوة فى استثمار منطقة المثلث الذهبى.. وكان على دراية تامة من خلال المعلومات والوثائق والمسح الجيولوجى الذى أجراه المصريون والأقمار الاصطناعية الأمريكية والدوائر المهتمة فى فرنسا وألمانيا تحديدًَا، قد أكدت صدق التوقعات المصرية بأن هذه المساحة تخفى تحت رمالها يورانيوم وبترول وغاز..
ومنذ يناير 2011 والبلد فى أزمة.. وقطاع البترول المصرى تحاصره المشاكل من كل جانب ومثل أى قطاع آخر.. هذه الأمور كانت وراء عدم الالتفاف لمستقبل القطاع أو على الأقل العمل على استمرارية نسبة نموه 1٪، حيث وجد مهندس عبد الله غراب نفسه وسط «نار» اشعلها البعض لحرق القطاع وكان دوره كيفية أن ينجو القطاع من هذه الحرائق بأقل الخسائر وكيف يمكن المحافظة على سلامته والعاملين فيه نفس الحال مع أسامة كمال وهدارة. لم تتوافرفرصة لوزراء البترول بشأن التدقيق فى المستقبل. إلا أن تولى مهندس شريف إسماعيل منصب كمسئول أول عن وزارة البترول.
وزير البترول الحالى هو أحد أهم خبراء الغاز فى مصر.. كان شريكًا فى صنع القرار خلال خمسة عشر عاماً والأقرب إلى الدائرة الحاكمة للقطاع ومطلعًا على خطط القطاع وأدق أسراره وملم بملف المثلث الذهبى وما تحت رماله.
زيارته الأخيرة إلى الصحراء الغربية لمنح العاملين فى شركة بدر الدين مزيداً من التشجيع فى ظل ظروف جوية مؤلمة وهو ما تزامن مع كشف بترولى جديد.
■ إذا كانت الصحراء الغربية لم تكشف عما بداخلها من أسرار بترولية مبشرة.. فالأمل - الآن - أن يزيد مهندس شريف إسماعيل وزير البترول من هدفه بالمساعدة للكشف عن تلك الأسرار.. مصر - الآن فى أمس الحاجة لتوفير المواد البترولية للاستخدام للداخل والتصدير لتوفير عملة صعبة يحتاجها البلد لاستيراد مواد غذائية وقمح وخلافه.