
كمال عامر
كتائب الاغتيال المعنوى!
■ الأسهل الآن أن نتقدم بعدد من الشكاوى ضد من نريد إلحاق الأذى به.. حتى لو كانت كيدية.. فى ظل ما نعيشه الآن ومنذ يناير 2011 من انفلات متنوع ألاحظ نمو تجارة التهديدات وإن كانت بدأت تنحصر بدرجة ما.
■ فى الوزارات وعلى كل المستويات.. انخفضت وتيرة التهديدات خاصة أن سوق حرق الاشخاص تراجعت بدرجة كبيرة.. كم شخصية تم اغتيالها معنويا ببلاغات اتضح بعدها أنها كاذبة، كم وزير أو مدير عام أو حتى موظف مجتهد تألم من هذا المناخ الذى أفرزته توترات الشارع والمعارك السياسية التى عشناها!
■ كم مسئول دخل السجن أو تم حبسه على ذمة قضايا.. وحصل على براءة أو غيرها؟
والأخطر أنه لا أحد فى مصر اهتم بتداعيات حرب الاغتيالات المعنوية، أو بزنس الاغتيالات المعنوية التى عشناها ومازالت لها بقايا وأيضا لم يهتم ببراءة هؤلاء ولا خروجهم من السجون بعد نقص الاحكام!
ولأن تلك الظروف هى الأولى من نوعها ولم يتصادف لما هو فى عمر الخامسة والخمسين فيما تحت إن عشناها من هنا كان الألم مضاعفًا وقد ذاقت أسر تلك الشريحة كل ألوان وأصناف العذاب.
تعالوا نحدد أن هناك شريحة غاضبة من هؤلاء المسئولين وعندما نتحدث مع أحدهم نجده يحمل هذا المسئول كل مشاكل الدنيا.. كلام برغم أنه مغلوط.. لكن من السهل جدا أن يصدقه البسطاء وهم الأغلبية.
أصبح المسئول السابق خاصة ممن عملوا مع الرئيس مبارك أو حتى الرئيس مرسى هو المسئول الأول عن كل المشاكل، تعليم والصحة والطرق والخبز وحتى طلاق الزوجة وانخفاض الدخل وغيرها.. وهى قائمة وهمية يمكن أن تلحق العار بالمسئول السابق فى ظل تأييد إعلامى لأى نوع من أنواع الاتهامات تحت بند الفساد ومحاربة الفساد وهو شعار يدغدغ المشاعر!
ليس كل وزير سابق فاسداً.. ولا كل مسئول تحت أى وظيفة حرامى أو نصاباً أو سارق قوت الشعب.. وليس كل متهم داخل السجن وأيضا العكس.. والكلمة للقضاء!
■ ناس كثيرة دفعت ضريبة لأشياء لم ترتكبها.. وناس كثيرة نالوا الاتهامات والسخط وتهمتهم الوحيدة انهم عملوا مع مبارك.. أو غيره!
ولأننى ضد الظلم وأحاول أن أجد طريقة عادلة للحياة.. انحزت بجانب هؤلاء حتى لو كان هذا ضد مكاسب كان من الممكن مثل آخرين أن أحصل عليها.
أنا شخصيا أتمنى أن يتعافى المجتمع من حالة مرضية مفروضة اغتالت شريحة من المصريين.. وعلينا أن نغلق هذا الملف ونوقف الاغتيال المعنوى المستمر.
كفاية ما عانوه من سجن واتهامات وتطاول، وكفاية ما عانته أسرهم من زمن حزين لم يتوقعه أحد!
أنا لا أدافع عن فساد أو مفسدين.. الكلمة هنا للقضاء.. لكن أدافع عن مجموعة ارتأت أن مصر فى حاجة إليها وقد عملت بجد وشرف وأمانة وحققت نجاحات فى الاقتصاد والاستثمار والتجارة والبترول والصناعة.. ووصل معدل النمو إلى 7.6٪ والاستثمارات إلى 13 مليار دولار.. وبدلا من كلمة شكراً لجهوده وجد كل مسئول نفسه فى السجن الأخطر صحافة شغوفة للقتل وبالقتل والنتيجة قتل معنوى غير مسبوق وبلا رحمة.
أنا أدعو لرد الاعتبار لتلك الشريحة.. وتوفير الاحترام لأسرهم ولتخفيف آثار الظلم عليهم.
أصبحنا نستمع إلى كلمة «ولا يوم من أيامك».. واحنا آسفين يا وزير أو يا مسئول!
■ فى البحث عن دولة العدل.. كل ما أتمناه أن توقف كتائب الاغتيالات المعنوية هجومها ضد الوزراء والمسئولين السابقين هؤلاء لم يعد لدى أى منهم منبر إعلامى ليرد عن نفسه الرصاص ولا أصدقاء عمل ولا اتصالات.