الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«على المقهى»

«على المقهى»






■ الصحافة مهنة القلب الموجوع.. والعقل المتألم.. مهنة صعبة تسيطر وتتحكم فى أهم عضوين بجسم الإنسان.. القلب من كثرة ما نراه وما نشاهده أو يحدث أمامنا أو لنا.. عادة ما يعلن ثورته مبكرًا.. وقد يكون الصحفى محظوظًا لو توقف وجع القلب على «الضغط.. أو السكر».. أو ضعف النظر..

■ العقل لدينا عنصر مهم فى العمل وفرز البضاعة التى نتعامل معها سواء معلومات أو تصريحات أو قراءات.
الدنيا أتعبتنا من كثرة تدخلنا فى فرز ما يصل إلينا من أخبار أو تصريحات أو حقائق، وطالما أن المجتمع لم يتطور وفقًا لتلك التصريحات أو يقدر قوتها إذًا فيه حاجة غلط.
قلوبنا موجوعة على ما نعيشه منذ تنحى الرئيس  مبارك.. رفعوا شعارات واتضح أنها وهم وجوفاء ووصلنا لمرحلة أجبرتنا على دفع الضريبة. بعد ما كنا نطمع فى مستقبل أفضل فى الاقتصاد ومساعدة الأسر الفقيرة، والقرى الفقيرة، ووصلت الطبقة الثانية من السكان إلى مرحلة هى الأعلى فى تلك الطبقة.. وبدأ رجال الأعمال فى زيادة أعمالهم وجذبت مصر المستقرة رجال أعمال العالم. انقلبت الحياة لدينا وأصبح حلمى وأملى أن يمر اليوم مثلما مر الأمس.. هذه هى الفلسفة الجديدة لكل المصريين.
رجل أعمال صاحب شركة مقاولات ذهب إلى البنك ليحصل على جزء من أمواله الدولارية.. فوجئ بأن هناك شروطًا وروتينًا.. أرسل أولاده إلى أمريكا.. وهو أيضًا أخذ يتردد عليها سفرًا.

■ صديقى يستيقظ من نومه فى الثامنة ويذهب فى العاشرة، ويستمر حتى الواحدة صباحًا. يعنى طافح الدم لكى تستمر شركته ويستمر عمله ليتحمل نفقات مجموعة العاملين، فى كل مرة التقيه يردد «وبعدين.. البلد امتى هتستقر؟!!» وعندما أسأله عن رجال الأعمال والأعمال.. كان رده «امنحوا وسامًا لكل رجل أعمال استمر فى البلد حتى الآن.. الظروف صعبة لكنهم أبطال.. لتحملهم كل المصاعب التى واجهتهم..
كنت أقول لصديقي: بكرة احسن وكنت أجتهد لأبرر رؤيتى بأن المصريين ينتظرهم غد أفضل.
لكنه كان يرد «أنا بحسدك على قوة صمودك فى وجه كل ما يحدث.. وثباتك على رؤيتك.. وأنا أثق بكلامك بأن الغد أفضل.. برغم اننى أبحث عن مبررات لشعارك.. وثقتى فيك ناتجة من انك شرحت لى 25 يناير وكشفت أسرارها لى وتوقعاتك للبلد وهو ما يحدث بالضبط.. هذا يجعلنى أثق فيك» هذه كلمات صديق لي.

■ رجل أعمال آخر يعمل فى مجال السياحة.. قال لى «قل لي.. رايحين على فين؟» قلت: ما تراه عن عنف طبيعى والفوران الذى يظهر طبيعى والحركة الطلابية نظيفة بالجامعات.. حتى لو كانت هناك شوائب.. لا خوف..

■ قال لي: والشارع المنفلت والاقتصاد المتعثر؟! قلت: مصر بلد آمن.. والجيش والشرطة يمكن أن يمنعا أى إخوانى حتى من مجرد الخروج من منزله..  لكن تلك الجهات تلتزم بالقوانين المصرية والدولية بأن تكون عملياتها نظيفة.. يعنى التعامل مع المجرم أو المرتكب للخطأ.. والاقتصاد يعانى نعم. لكن لن يموت وسننطلق!!
صديقى قال «شوف.. احنا ممكن نتحمل التضحيات لو أن هناك ضوءًا وأملًا!
قلت: انتظر بعد الاستفتاء ستتبلور العملية السياسية بشكل أوضح.. تحمل ثلاثة أشهر فقط!
قال لى «خلاص ياعم هنتحمل من أجل بلد أتمنى ان يكون الأفضل وحتى لا يهجره رجل الأعمال الناجح والطبيب الناجح والمهندس الناجح والمصرى الأصل».

■ على المقهي.. نسمع أحلى الكلمات.. والشعارات والنقاش ما بين متعلم..ومعلم الشيشة.. بحضور أستاذ الجامعة، واستشارى بناء وإعمار.. وضابط شرطة.. ورجل أعمال لصيانة السيارات.
لا حظت اهتمامًا بالبلد.. وخوفًا من الإخوان.. خاصة أن المقهى قريب من مدينة طلاب الأزهر بالحى السابع.. لاحظت خناقة على دور الجيش والترشيحات للسيسى رئيسًا. وهجومًا على مرسى والإخوان.. وهجوم على الدولة التى تتعامل بلطف مع طلاب الجامعات!