ومصر طيبة!

■ فى 2013 عشنا كابوساً.. أفاد المصريين.. فى تنشيط ذاكرتنا وتغيير مفاهيم الحياة.
نعم سنة مؤلمة.. الألم فيها ضرورى لنتعلم أن نعيش ونحتفل ونركز على مناطق الجمال فى حياتنا.
2013 اقتربنا من الموت.. واقترب الموت منا.. وخرجنا أكثر إيمانا بالقدر وبأن عملية الموت أمر فى يد الله سبحانه وتعالى حتى لو كان من صناعة أشخاص.
■ 2013 بالنسبة لى.. «رصاص» و«خرطوش» و«قنابل» و«صدمات» و«تعطيل» وخوف على مستقبل جيل.. لكن فى نفس العام أيضا وجدت «النور» و«الأمل» وتأكدت أن الله سبحانه وتعالى يرعى هذا البلد وأهله.
■ مصر لم تنكسر.. لكن الإخوان هم الذين تحطموا نتيجة أخطاء قاتله من جانب شيوخهم وقادتهم..
■ فى 2013.. أصبحت أكثر ادراكا بعدم وجود ظلام مطلق.. ولا انكسار مطلق.. ولا هزائم مطلقة.. وأصبحت أكثر التصاقا بيومى وغدى.. الحمد لله عشت لحظات تاريخية لم أكن أحلم بها.. يناير 2011 ويونيو 2013 وما بينهما من خداع وكذب وغضب وثورة وصرخة وألم وأمل وظلم وعدل وتلون.
■ لم أكن أتصور أن أرى الموت يرفرف حولى وقنابل الدخان تفقدنى القدرة على التنفس والرؤية.. وفى نفس الوقت لم يمنعنى من الصراخ والمطالبة بظروف أفضل لبلدى والثورة على القصر!!
■ من كان يتصور أن ينقلب السحر على الساحر.. مرسى تقلد منصبه بالسحر.. وضع لنفسه ظروفا لينال من مبارك.. أشرف بنفسه وجماعته على خطة اغتيال الرئيس الأسبق ومن عمل معه.. استخدم «سحر» الدين والتدين.. تواصل مع الغاضبين والطامعين فى مكانة.
■ عشت وشفت وشاركت فى صناعة تاريخ بلدى.. وشاهدت كيف غُلب السحر الذى استخدمه مرسى ليغتال ويلحق الضرر بخصومه.. ما كان يطلقه على مبارك من اتهامات أصبحنا الآن نرى تلك الطلقات توجه ضده نفس التهم بل أخطر!!
■ فى 2013 عشت تفاصيل وعلمت أسراراً وكتبت عما بداخلى.. فشلت فى أن أتلون أو أضيف إلى قاموس أخلاقى أو مفرداتى انتهازية وعشت أسوأ كوابيس حياتى.. كنت أذهب لعملى غير ضامن لعودتى.. أدقق فى تفاصيل وجوه أولادى وزوجتى وأنا منزعج من أحداث متلاحقة لم تترك شخصا إلا ولاحقته.. كابوس عشناه.. وليال سوداء.. ولخبطة ولأول مرة أعلم يعنى إيه حروب.. ويعنى إيه رصاص وخرطوش وقتلى.. فى الشوارع لا ساحات الحروب.
■ فى 2013 برغم الكابوس وفقدان كل مظاهر الحياة.. إلا أننى كنت على يقين بأن المصريين لن يرضخوا لحكم ديكتاتورى مستبد يسوق أكاذيب ويعمل لنفسه و...!!
■ فى يونيو 2013 كان خروج المصريين من أجل قضية ومبدأ وحياة.. كل من خرج كان يحمل تلك الأشياء.. صنع المصريون فى يونيو تاريخا جديدا لبلدهم.. عشت أدق التفاصيل حتى لاحت بشائر الفجر مازلت أجمع الأحداث.. لأحكى فى أوراق كيف انتهى الظلام..؟ ليعلم الأولاد والأحفاد ماذا حدث للمصريين!
■ 2013 مدرسة.. تعلمنا منها دروساً متنوعة للحياة والآخرة.. سبحان الله.. يمنعاً الملك لمن يشاء.. ويعز من يشاء ويذل من يشاء.. الله سبحانه وتعالى منحنا درسا عمليا فى حكاية صعود وسقوط الإخوان.. وقد استوعبناه.
الأمل موجود.. والحياة مستمرة.. والمشاكل لا تنتهى.. لكن أيضا مازال هناك إنسان مصرى يمكنه أن يجتاز الأزمات بسهولة.
أتوقع من 2014 أن تبدأ مصر فى الانطلاق إلى غد أفضل وحياة كريمة وبداية حل مشاكل مزمنة ومؤلمة ولدى قناعة بأن بلدى لن تسقط أبداً..
■ كل سنة وكل المصريين بخير.