
كمال عامر
الإعلام بين الرحمة والاحترام
■ «أنتم بتحاكموهم على إيه».. هكذا قال عماد أديب بشأن قصة تصدير الغاز ومحاكمة مجموعة من رجال البترول الموظفين على خلفية تدنى أسعار بيع الغاز المصرى المصدر إلى إسرائيل.. وهو اتهام أرى أن القيادات البترولية بريئة تماماً منه.. لأنهم مجموعة من الموظفين حتى وزيرهم سامح فهمي.. البعض قال: لماذا لم يتقدم أى منهم باستقالته وقتها.. الإجابة من عندي: دلونى على مسئول موظف أو وزير تقدم باستقالته من أجل عدم تمرير موضوع أو قرار ما.. لا أحد.. إذا المحاكمة سياسية ولها أبعاد أخرى.. مجموعة البترول هم ضحاياها.
■ تعالوا نبدأ.. لو إن الحكومة شجاعة ومعها مجلسا الشعب والشورى.. من الممكن أن يعلنوا الآن قراراً بوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل استجابة للشارع؟ أو إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، لأن هناك غضباً شعبياً.. ولكن حتى الآن لم يتم مجرد دراسة هذه القرارات.. وهذا معناه أن مثل هذه القرارات عليها توافق واتفاق بين أركان الدولة.. إذا عملية تصدير الغاز لإسرائيل ينطبق عليها هذا القرار.
■ عندما قلت إن كلاً من المهندس محمود لطيف وإسماعيل كرارة ومحمد الطويلة وإبراهيم صالح وسامح فهمى موظفون.. كانوا يتلقون التعليمات بشأن التوقيع والبيع وتحديد السعر.. ودليلى عندما أرادت الدولة تحريك ورفع سعر بيع الغاز المصدر لإسرائيل إلى أكثر من 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.. تم تكليف وزير الصناعة مهندس رشيد محمد رشيد بقيادة المفاوضات.. وانتقل ملف تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل من وزارة البترول إلى وزارة الصناعة، إذا ما ذنب مجموعة البترول فى أن يتم اتهامها بشأن فروق الأسعار التى تبلغ 714 مليون دولار على أساس السعر الجديد.. الذى تم تطبيقه بأثر رجعى منذ بدء تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل، وهو ما يعنى مسئولية من قام بالمفاوضات فى هذا الشأن وهو مهندس رشيد محمد رشيد.. وليس طاقم وزارة البترول الموجودين خلف القضبان!
■ بعيداً عن أوراق القضية وعندما قلت إن المجموعة البترولية المتهمة تعيش ظروفاً مؤلمة خاصة الصحية والنفسية.. لم أكن أتصور رد الفعل على ما نشرته.
المهندس محمود لطيف الوزير السابق للبترول دموعه لا تتوقف عندما يرى أياً من أفراد أسرته فى الزيارات وهو الشخص الذى لم يكن ينام سوى ساعتين أو ثلاث يومياً أثناء توليه مسئولية القابضة للغازات ورجل مشهود له بكل القيم الإنسانية الجميلة.. وأيضا المهندس إسماعيل كرارة ومهندس محمد الطويلة ومهندس إبراهيم صالح ومهندس حسن عقل والمهندس سامح فهمى.. علامات مميزة فى قطاع البترول مشوارهم المهنى طويل.. لقد قدموا صحتهم وعافيتهم وحياتهم لقطاع البترول فى مقابل السكر وضغط الدم وأمراض القلب والكلى.. هم وراء تميز قطاع البترول وما حققه من إنجازات بين قطاعات الدولة.. لم يبخل أى منهم على دفع أى ضريبة لصالح البلد وقطاعهم.
أنا أكتب عن مجموعة وراء القضبان لا أحد فيهم يملك تقديم خدمة لى رداً على ما كتبه.. مجموعة لم يعد أمامها إلا السماء والدعاء إلى الله لإنهاء أيام هى الأسوأ فى حياتهم وأسرهم.. دموع كل منهم وهى ترتبط بأرض حجرة متر فى مترين أثناء الصلاة أمر مؤلم.. مجموعة انسدت أمامهم الأبواب إلا الله سبحانه وتعالى وهو «العادل».. حتى الإعلام لم يعد أحد منهم يسعى لمعرفة كلمة الحق.
أو على الأقل توضيح الرأى الآخر مفضلا السير فى الزفة حتى لو كانت كاذبة.. أنا لا أدفع عن مجموعة موظفين أراد البعض أن يدفعوا ثمنا لموضوع ليس لهم شأن فيه.. ولكن أطلب الرحمة والاحترام رحمة بأسرهم الأبناء والأحفاد والزوجات واحتراما لتاريخهم وما قدموه لمصر ولقطاع البترول وللعاملين فيه.
■ أنا هنا أكشف مكالمة لحفيدة واحد منهم قالت لى «جدو بيتحاكم ليه.. هو عمل إيه» قلت لها هو بيتحاكم عن ذنب لم يرتكبه.. وربنا سبحانه وتعالى هو العدل لا تبكى من أجل جدو لكن ادعى الله له ولغيره.