
كمال عامر
الشعب يحمى دستوره
■ الله.. الله .. الله.. على مصر والمصريين.. طوابير طويلة اصطفت منذ الصباح الباكر أمام لجان الانتخابات.. السيدات وكبار السن.. والشباب.. طوابير تنتظر بدء الاستفتاء.. مشهد بالفعل يترجم الأمل فى مستقبل أفضل لمصر.. برغم أن المصرى لم يتأخر عن نداء الوطن منذ عشرات السنين.
■ الاستفتاء يعنى بوضوح تام ودون لف أو دوران هو تصويت على نهاية الإخوان رسميًا.. الشعب يدرك ذلك وليس السياسيون فقط.. من هنا وجدت الإصرار والتصميم على وجوه الواقفين فى تعبيرات جامدة وهى بمثابة إنذار لمن يعرقل الاستفتاء أو يحاول النيل من أحلام المصريين.
يوم ديمقراطى يضاف إلى أيام عديدة من عمر المصريين.. وبرغم أن المفاهيم الديمقراطية عندنا مختلفة عن دول أخرى إلا أن المتفق عليه بمصر أن المصرى يملك تصميمًا وإصرارًا ورؤية وبوصلة للكشف عن المخاطر.
مصر الآن فى خطر.. والبسطاء هم أول من كشروا عن أنيابهم فى وجه الأعداء.. بسطاء مصر عاوزين يعيشوا.. وهى كلمة كافية تعكس ما بداخل هؤلاء..
دستور يونيو لقى قبولًا وحالة رضا من المصريين.. وهو عنوان المرحلة.. برغم انه قد لا يكون بالطبع معبرًا عن كل المصريين.. لكن هو خطوة مهمة وشفافة فى الطريق الأصعب يتبعه خطوات.. الذين قالوا نعم والذين قالوا «لا» و«المقاطعون» أمور موجودة فى النظم الديمقراطية لكن ما ليس موجودًا ومقبولًا هو من يحمل السلاح ويسدده تجاه مصرى لمجرد أن الأخير أعلن عن رأيه بنعم للدستور.
الإخوان خسروا الأغلبية من المصريين.. وخسروا أنفسهم وألحقوا بأنفسهم أسوأ هزيمة فى التاريخ.. وأعتقد أن حزب النور عندما لحق بقطار التغيير كان يبعث برسالة إلى الإخوان مضمونها أن الإسلام ليس حكرًا على فصيل.. وأن مرسى ليس وليًا شرعيًا.. وأن البسطاء من المصريين يستحقون أن يستخدم العلم والدين لصالحهم وليس لقتلهم أو إهدار الدماء..
■ الاستفتاء على مواد الدستور ليس المرة الأولى التى يخرج فيها المصرييون ويقولون كلمتهم. ولن تكون الأخيرة.. خرج المصريون مع مبارك ومع مرسى ومع منصور ومن يأتى معهم الجديد - اليوم - هو أن الخروج يعنى نهاية الإخوان رسميًا.. ويعنى «لا» للخوف.. ونعم للموت وهو تحد جديد فى قاموس العلاقة بين المصريين وقيادتهم..
■ أمام استقبال مستشفى عين شمس التخصصى فجر أمس حضرت نقاشًا حادًا حول الدستور.. الهم أن عابدة وعمرو وسامح سنبل.. الأم والأولاد.. عايدة مع السيسى وعمرو مع قتل الإخوان وسامح أوضح أن غباء الإخوان وراء سقوطهم.. وما يحدث لهم أمر طبيعى .. إذا الأسرة مع نعم للدستور وطرحت عابدة الأم السيسى رئيسًا.. وافق عمرو فورًا وقال هو الحل.. بينما سامح قال بالطبع الفريق السيسى هو الأفضل وأتمنى أن يكون هناك توافق تام بين المصريين حوله للمساندة.. الغريب فى هذا الحوار الذى استمر فترة كبيرة أن الرؤية واحدة بين أطراف العائلة.. ولكن الاختلاف فى الأولويات الغريب ان التغيير الذى حدث لرأى سامح من مؤيد لمرسى إلى رافض لممارساته والأخطاء التى ارتكبها فى حق مصر والمصريين جاء نتيجة رؤية وتفكير واقتناع.
مصر الآن فى حاجة للم الشمل.. نعم للدستور بداية.. وهناك أوراق أخرى تحتاج لإعادة الترتيب وهو دور لكل المصريين.