
كمال عامر
مصر.. لن تركع
■ نحن جيل محظوظ.. طبعا البعض سوف ينزعج.. لكن أنا لدى اصرار بأن انتمائى لهذه السنوات فخر لى..
لقد قرأت وسمعت وشاهدت عن ثمن الحرية والاستقلال.. فى أوروبا روسيا وألمانيا.. وأمريكا.
قرأت وسمعت وشاهدت عن ثمن الاستقلال فى الجزائر.. وفى 67 بمصر و56 وحضورى فى 1973 كان منقوصا..
نعم أنا من جيل محظوظ لأننى عشت وشاركت وسجلت وكتبت واستمعت وقلت وناقشت أدق تفاصيل 25 يناير و30 يونيو.
فى التحرير وميدان مصطفى محمود وشارع قصر العينى وأحداث محمد محمود ومذبحة الاتحادية.. كنت وسط الحشود وكان من الممكن أن يكون جسدى داخل صندوق يتصدره رقم أمام فندق سميراميس وفوق كوبرى قصر النيل وأثناء تبادل إطلاق الرصاص والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع والمولوتوف أمام قصر الاتحادية فى كل يوم جمعة أو مناسبة.
■ أنا محظوظ لأننى عشت أدق تفاصيل ثورة يونيو وشاركت فى كل مظاهرات الغضب ضد ممارسات الإخوان.. كنت ومازلت أشعر بالسعادة وأنا وسط الحشود.. أصرخ معهم وأعلن غضبى.. نكتب ويجرى ونتبادل الضرب.
كتبت وشرحت وقلت.. والله وحده يعلم بأننى لم أسأل عن أفراد أسرتى وهم المعرضون للخطر يوميا.. كان بداخلى هاتف يتفق مع قناعاتى.. بأن أولادى ليسوا بأحسن ممن يفقدون أرواحهم من أجل بلد نتمنى له الافضل وأن يكون خالياً من التطرف والارهاب بكل أشكاله.
■ الاصدقاء من كل مكان يبدون خوفهم وغضبهم منى وعلى لأننى قررت أن اقترب من الحدث وأشارك بما ينسجم مع قناعاتى.
■ عشت أسوأ أيام عمرى.. كنت أعتقد فى كل صباح أننى لن أعود لأسرتى.. تصوروا ما هذا الشعور.. لان الإخوان قرروا إعدام كل المختلفين معهم على مراحل.. تهديد ما بعده تهديد.. لك أن تتصور أن تعيش بلا أمل.. الرعب يسيطر عليك لأن الإخوان يحملون الثأر بينهم والقضاء الذى حكم عليهم وللشرطة التى قبضت عليهم وللاعلام الذى رفض عطاياهم والانضمام إليهم.. وللمواطن البسيط والذى كل ذنبه انه عاش وشاهدما حدث لهم دون أن يتحرك!!
عشت أصعب اللحظات وأسوأ المواقف.. عندما أعلن الاخوان انهم يريدون شعبنا اخر غير المصريين يعيش معهم!!
■ إلى أن منحنا الله 30 يونيو موعدا للخلاص.. السماء أرسلت إلينا نوراً يضىء لنا الحياة.. هكذا عادت إلىّ الحياة.
الآن الإخوان.. يحاولون قتل الشعب المصرى بعد أن أفشل الشعب المصرى بقواته المسلحة والشرطة خطتهم وأمريكا بتمزيق مصر إلى دويلات ودفع المصريين إلى الدخول فى حرب أهلية تستمر عشرات السنين!!
أمام مديرية أمن القاهرة وقفت سيارة مفخخة وقنبلة هنا أو هناك نحن ندفع ثمنا لأن المصريين تجرؤا على الإخوان وأمريكا وهزموا خططهما.
لا خوف على مصر من مثل هذه الأعمال.. مصر التى تعرضت لسيناريوهات أسوأ ولم تخضع!!
نحن جيل محظوظ.. لأننا عشنا وشفنا وتأكدنا من سقوط الإخوان.. لم يعد السقوط سطوراً فى كتاب لمؤلف بل حقيقة صوت وصورة.
مصر لن تنكسر فعلا.. مهما سالت الدموع على شهداء واجب.. هذه ضريبة.. لأن عودة مصر للمصريين أمر حدث بالدم.
مصر لن تركع للإخوان.. أو غيرهم ممن اتفقت دعوتهم معهم مصر بلد قوى.
شكراً لكل من ساهم فى وحدة بلدى وتطهيرها من أطماع لاشخاص غير وطنيين.. يلعبون بالدين والتدين.. الله كشف لنا فى موقف واضح.. المتاجرين بالدين.. وخوارج هذا الزمن.
فخور بجيش بلادى وشرطة وطنى وبكل مواطن يعيش فوق أرضها رافضا تجار الدين.
الحرب مع الإرهاب لن تنتهى بسهولة.
نعم نحن ننتظر قنابل جديدة وضحايا جدداً.. وهى قنابل لن تؤثر فنيا كما لم تؤثر على عزيمة من سبقونا.
مصر لن تركع.. والشعب سينتصر!