
كمال عامر
لماذا.. السيسى؟
■ تعالوا نتفق على عدد من النقاط فى المشهد الموجود!
أولاً: هناك حالة من الاضطراب تسود المجتمع.. لا يستثنى منها أحد. ناتجة عن الارتباك السياسى.. والأمنى وبالتالى الانعكاس الواضح على حالة البلد وخاصة الاقتصادية. وهو ما يهدد ما لدينا من بقايا إمكانيات.
■ ثانيًا.. الشارع ينتظر الخروج من سلسلة الاختناقات بدءا من طرق تعانى.. وسيارات تعانى. ومواطن يعانى.. والمعاناة هنا بالمفهوم الشامل! هذا على مستوى المواطن العادى والبسيط.
■ الحالة السياسية لم تتضح معالمها بعد.. أحزاب تاريخية تحاول الالتصاق بالتغيير والحركة الشبابية.. ومازالت تواجه انصراف الشباب وهم الكتلة الأهم فى عملية تحريك الاتجاهات السياسية.. وفى ظل هذا الموقف تجد نفسها محاصرة ما بين حركات التزمت بالثورية تسيطر على الآلة الإعلامية والمشهد وهى مُجبرة على التفاوض أو الجلوس معها ولدينا فوران ثورى من حيث تشكيلات وأحزاب يفشل المواطن على متابعة الأسماء وبالتالى المواقف، ومازال هذا الفوران يغلى والأغلبية تنتظر أن يستقر الأمر الذى يتيح لها دراسة البرامج وبالتالى الاتجاه عن طريق الاقناع لتبنى وجهة النظر.
وحتى الآن الارتباك السياسى ينعكس على المزاج العام للأغلبية العظمى من المهمشين.
حالة الضبابية الحزبية جذبت شريحة بسيطة جدًا ممن يجذبها الإعلام دون النظر عن دورها أو ما تقدمه للجماهير!
■ الأمن أيضًا يواجه تحديات متنوعة.. وقد وجد أفراد الشرطة أنفسهم وجهًا لوجه مع إرهاب رسمى أشرفت الدولة على تدريبيه عسكريًا وفكريًا معنويًا وساعدته ماليا وبكل الطرق لمدة ثلاث سنوات تدرب فيها على أحدث الأساليب التقنية والأسلحة والمعدات الأخطر أن هذا الإرهاب الرسمى كان قد اقترب وأطلع على أدق أسرار الشرطة والأهم أنه كاد أن يحل محلها لولا يونيو ويقظة الشعب وجيشه تحديدًا.. الإرهاب الرسمى هم الجماعات التى منحها الرئيس السابق محمد مرسى وجماعة الإخوان كل المساندة أفرج عن قياداتهم ومنح الجنسية لأعداد كبيرة منهم واستورد الأسلحة خصيصًا لهم من ليبيا والسودان وغزة ووضع تحت تصرفهم كل الأموال.. فى نفس الوقت الكل يعلم معاناة الشرطة وقلة مواردها وتواضع تسليحها!
الآن وزارة الداخلية بالتعاون مع الجيش يتحديان لهذا النوع من الإرهاب وهو الأخطر تأثيرًا وتدميرًا.
■ إذا ما هو الحل للخروج من الموقف المتأزم الذى نعيشه.. قبل الإجابة أضع عناوين: الموجودون على الساحة من السياسيين وأرى أحد منهم يتمتع بما نطلق عليه التوافق.. وهو الحد الأدنى من الاتفاق.. القوى السياسية ليس بينها أدنى تنسيق على مرشح للرئاسة وهو ما يهدد الموقف بالانفجار.. إذا الخيار الموجود الآن هو الفريق السيسى على الأقل هو الوحيد الذى يتمتع بأكبر قدر من التوافق بين القوى السياسية والشارع لدوره المحترم وحماية الشعب فى 30 يونيو وحماية كل النخب السياسية الموجودة والتى كان قد أعلن بعضها الاعتزال والابتعاد أو الانصراف عن السياسة.
الفريق السيسى قد يكون رجلا عسكريًا.. والمرحلة الحالية تتطلب انضباطا أكثر منه سياسة تتطلب أيضًا حربا شرسة ضد الإرهاب وموقفا شرسا ضد دول وقوى عالمية تسعى لتمزيق مصر.. السيسى هو الحل الأهم ـ الآن ـ لإعادة ترتيب البيت لبدء الانطلاق وهذا هو هدف الجميع.
بالمناسبة أنا لا أنافق السيسى.. لكنى كنت أحد المرشحين للموت فى أى لحظة طول ثلاث سنوات.. وأعلم يعنى أيه «أمن» و«سلام».. يعنى إيه أقول «لا» دون أن أتلقى رصاصة أو خرطوش ثمنا لذلك.
عشت ثلاث سنوات أحمل وصيتى فى جيبى.. الأخطر ولا أعلم كيف أتلقى الرصاصة.. وما الاتهامات التى قد يلصقها الإخوان بى تبريرًا لموتى.
السيسى غامر بحياته وأسرته وانحاز للبسطاء وللشعب.. لم يفكر لحظة واحدة فيما يحدث له أو لمستقبله.. رجل مثل السيسى ضحى بحياته ومازال من أجل تحقيق الفرصة رئيسا لمصر على الأقل فى هذه الفترة المضطربة.