
كمال عامر
عمارة وهزيمة التطرف«5»
■ نجح د. عبد المنعم عمارة فى إصلاح اعطاب الحركة الشبابية وأعادها إلى المسار الصحيح.
دخل عمارة فى تصادم عنيف مع الحزب الوطنى.. ووزراء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين.. ورؤساء وأساتذة جامعات، وانتصر على خصومة.. وقدم للدولة شباب مصر فى أجمل صورة.. وكانت مكافأة عمارة حربًا ضروسًا بقيادة د. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم وقتها وقد جند الرجل رؤساء الجامعات خاصة الزقازيق، عين شمس، القاهرة، وأصدر توجيهات بمنع دخول وزير الشباب والرياضة إلى الجامعات وما زال القرار ساريًا حتى الآن... المشكلة ترجع إلى أن وزير التعليم د. حسين كامل بهاء الدين وكوادر الجامعات المصرية أو وأوهموا الدولة بأن شباب الجامعات يغذون التطرف.. وهم وقود الرفض للدولة والنظام.. لدرجة أن الرئيس مبارك قرر إلغاء الاجتماع بالقيادات الطلابية وأهمل الحوار معهم نتيجة تقارير التعليم.
فى كل نجاح يحققه الأعلى للشباب والرياضة كانت تتضح الأكاذيب التى روجها البعض ضد القاعدة الشبابية والطلابية تحديدًا.
■ فى سياق الغيرة والشعور بالغضب والهزيمة أطلق عبد المنعم عمارة قطار الشباب إلى أسوان.. أولًا: للتغطية على عملية تراجع السياحة الخارجية بعد حادث الأقصر ـ البر الغربى الإرهابى ـ وتنشيط السوق السياحية ثانيًا لبعث رسالة للخارج بأن مصر آمنة والإرهاب لم يمنع السياحة والسائحين من الاستمتاع بالآثار والطقس الرائع شتاءً فى الأقصر وأسوان.. ثالثاً: توفير خدمة للشاب قد لا تتاح له طوال عمره خاصة شباب الجامعات الاقليمية.. لك أن تتصور شاب بجامعة طنطا أو المنصورة أو الإسكندرية والغالبية العظمى من شباب الجامعات من الطبقة الفقيرة أو المتوسطة.
وحكاية أن يسافر إلى الأقصر وأسوان لمدة أسبوع هى حكاية حلم لا يتحقق لـ99٪ من الشباب.. ثم لو تحقق فالعملية تحتاج إلى أكثر من 1000 جنيه وقتها فيما لو نام فى نزل وليس فندق!
وهو مبلغ غير متوافر للأغلبية العظمى من الشباب وحول عمارة قطار الشباب إلى رحلة ترفيهية وسياسية وتثقيفية حيث التقى فى حوار مفتوح وحاد مع الشباب فى الأقصر ومرة فى أسوان.
حوارات عنيفة وصريحة ومن خلالها يتم اكتشاف قوى الاعتدال من قيادات ومواهب.
■ عمارة لم يتوقف قطاره المندفع بسرعة الصاروخ لقطع مسافة الوصول لعقل وقلب الشباب.. بل رسم خطوطاً له داخل الجامعات ودعم الأنشطة.. وتجديدات المدن الجامعية.. ودارت مطابع الوزارة لطبع مذكرات دراسية لغير القادرين ونظم رحلات لشباب الجامعات إلى المدن..
الزلزال وصل إلى كل المساحات وتعرض التطرف لهزات وانكسارات وهزائم تجسدت فى ظهور قوى الاعتدال وسيطرتها على مناصب الاتحادات الطلابية..
لا أنسى رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة وهو إخوانى بطلب منى التوسط فى ترك عدد من كراسى الاتحاد للإخوان بكليات دار العلوم والطب والهندسة.
عندما يلجأ طلاب الإخوان للتفاوض هم اعترفوا بالهزيمة المطلقة.
■ عمارة لم يفرط فى القيادات الجامعية بل طلب وضع برامج تثقيفية وتنشيطية وكانت الفكرة العبقرية سفر هؤلاء إلى ألمانيا أو انجلترا للتعرف على دور الحركة الشبابية هناك وكيف تقوم بخدمة المجتمعات هناك.. ومن هنا يمكن رصد مظاهر الاختلاف.. القيادات الطلابية فى ألمانيا زاروا مراكز الشباب.. الجامعات.. البرلمان.. التقوا هناك مع الجمعيات الأهلية، دار حوار مع الشباب الألمانى والبريطانى حول النظرة المشتركة للغد.. وفتحت سفارة مصر فى ألمانيا أبوابها للوفود الشبابية للتعرف عما يدور فيها.
عمارة فجر طاقات الابداع لدى شباب مصر.. راهن على أن الحركة الشبابية سليمة وأن الشوائب ليست بمظاهرة وكشف الإخوان وأستاذ الجامعة ووزراء كانوا يساندون التطرف سرًا من نجاحات عمارة بعد ان استجاب الرئيس مبارك لدعوته للاجتماع بشباب مصر خاصة الجامعات وحدد مبارك الموعد بالإسكندرية.. وكان أول اجتماع للرئيس مع الشباب والمفاجأة أن عمارة لم يكن مدعوًا ونجح لوبى حول الرئيس مبارك من استبعاد عمارة.. وقت الاجتماع شاهدت الرجل يقف وراء زجاج مكتبه المطل على جامعة الدول العربية دون أن يتحدث!
عندما أحس د. عاطف صدقى رئيس الوزراء وقتها بالمؤامرة الوزارية ضد عمارة أرسل د. يوسف والى لتقريب وجهات النظر ولتطييب خاطر رئيس الأعلى للشباب والرياضة.
للحديث بقية