الأربعاء 9 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قطاع الطرق.. وقطع الأرزاق

قطاع الطرق.. وقطع الأرزاق




 ■ التربص بكل أركان الدولة.. دفع معظم المسئولين إلى الامتناع عن العمل خوفًا من المحاسبة وحالة الفوضى أحد تداعيات الموقف.
 
■ الجمعة فى زيارة إلى مدينة كفر شكر بالقليوبية.. وأثناء سفرى من خلال الطريق الزراعى وقبل وصولى إلى منطقة مصنع توشيبا العربى - قبل كوبرى بنها العلوى.. فوجئت بتليفون هناك قطع الطريق.. اتجه إلى وسط بنها لتصل إلى وصلة بنها - المنصورة.. عن طريق شارع مديرية الأمن.. أكثر من ساعة ونصف لاجتياز مساحة 800 متر.. السيارات على الطريق الزراعى توقفت وامتد طابورها إلى أكثر من خمس كيلو مترات!!
 
وقد نجحت فى اختراق كل الموانع ووصلت إلى كفر شكر.. ودار سؤال ما ذنب المرضى والمسافرين.. والمرتبطين بمواعيد هنا وهناك وسائقى الميكروباص والنقل وهم شريحة تتقاضى أجرًا مقابل إنهاء مهام النقل؟ من الذى قطع الطريق؟ ومن الذى سمح لهم بذلك؟ ومتى تتوقف تلك الظاهرة المؤلمة؟ الشرطة وحدها لا يمكنها التصدى لقطاع الطرق!
 
■ مطلوب تغيير القناعات.. لا تغيير القيادات، هذا هو المطلوب فى كل الوزارات ليس الداخلية فقط.. يجب أن تكون هناك أفكار جديدة لتطوير المرافق والوزارات لمواجهة التحديات القادمة والمحيطة بنا وهو أمر معقد من السهل تغيير القيادات.. وهو أسوأ ما فى الموضوع لأن هذا معناه تغيير الجميع وهو خطأ وطني. فالقيادة الجديدة أيضًا هى إفرازات لنظام وليست لحاجة وطنية.. إذاً علينا إعادة تأهيل أنفسنا لمواجهة التطورات الجديدة.. ليس على طريقة النفاق الإعلامى الواضح.. تعالوا نبدأ دراسة حقوق المواطن.. وما له وأيضًا ما علينا.. تعالوا نقدم أفكارًا تليق بمصر الجديدة.
 
بناء الوطن هو المفروض من حلمنا جميعًا لكن بالحالة التى أراها.. لن نبنى وطناً ولن نبنى حتى عمارة بل سنصبح أساتذة فى دنيا الهدم.. هذا ما يحدث الآن علينا أن نعيد تقييم الموقف ولو نجحنا فى الفصل بين الجانب الاقتصادى والسياسى فى تلك المرحلة حياتنا ستتغير إلى الأفضل.
 
■ الصدق.. الصدق.. والشجاعة.. لماذ نحاول بكل الطرق وبعلم أو جهل حرق مصر.. الحرق لن يفيد إلا أعداء الوطن فى الداخل والخارج والذين يحاولون تكريس نظرية أن تاريخ مصر لم يبدأ إلا من عام فقط.. حضارة مصر متراكمة.
 
هناك سنوات لم تكن النتائج مرضية. وسنوات أخرى مميزة.. هذا هو حال الإنسان والبلدان.
 
■ مصر دولة قوية شعار يلجأ إليه بعض الغاضبين فى المناسبات.. بالفعل بلدنا قوي.. ولكن كيف تحقق ذلك فعليًا؟ الاقتصاد هو المؤشر الوحيد.. إصلاح التعليم .. الاهتمام بالصحة هذه أشياء مكلفة جدًا لكن هناك أمراً أسهل.
 
وهو أن يبدأ كل مواطن فى معالجة ما هو ملوث لديه.. أتمنى أن أرصد تغييراً يفيد المواطن.. حالة الغليان السياسى الموجودة بالشارع أمر إيجابى وهو بالتالى سيصل بنا لمنطقة أكثر أمانًا واستقرارًا.. اننا نبحث الآن عن الثوابت الجديدة.. والتى سنعتمد عليها فى البناء الجديد للدولة.. هى مرحلة مؤلمة. سندفع فيها ضريبة مؤلمة.. لكن من الممكن أن نختصر تلك الفترة ونقلل من الضريبة وهو أمر يتوقف علينا جميعًا شعبًا قبل البرلمان .. ومواطنًا قبل الوزير فهل نحن مستعدون للبدء.. أم سنظل ندور حول أنفسنا..
 
■ نعم ظلمنا رجال الداخلية فى كل مكان هذه الشريحة دفعت ثمناً باهظاً لكل سلبياتنا!! هى وحدها دون غيرها.
 
وقد دفع عدد منهم ومازال حياته دفاعًا عن المواطن والوطن..
 
ضابط أو فرد الشرطة هو أخى وابنى وهم شريحة محترمة من المجتمع.. علينا أن نساعدهم فى فهم الواقع الجديد للدولة وحقوق المواطن وأيضًا الواجب منا تجاه الجميع.
 
فى هذا كل الفائدة لنا جميعًا كمجتمع وأفراد يجب الغاء مصطلحات مثل «تفكيك» «وتغيير» القيادات و«هيكلة» عند التعامل مع الشرطة أو غيرها لأن هذا يعنى الإفلاس وزيادة الاحتقان.. ولماذا نوجه لهم فقط هذه المصطلحات دون غيرهم؟
 
علينا أن نحاول إدخال تغيير هادئ ومدروس فى حياتنا على الأقل لنساعد فى تحويل مصر الجديدة إلى واقع وليس شعاراً.