الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السعودية تربك العالم «3»

السعودية تربك العالم «3»






■ السعودية لم تهتم بأى أضرار قد تلحق بها جراء موقفها القوى والواضح المؤيد لثورة يونيو..أعلنت غضبها وهددت كل القوى التى انزعجت من ثورة المصريين.
لو أعدنا شريط الأحداث نجد أن أمريكا والمانيا وفرنسا وإيطاليا مرورًا بتركيا وماليزيا وغيره دول أعلنت رفضها الواضح لثورة 30 يونيو ووصفتها بانقلاب عسكرى مهددة باتخاذ مواقف لإصلاح هذا الموقف.
نحن فى داخل البلد كنا مشغولين بإصلاح ما أفسده حكم الإخوان والحكومة المصرية فى مأزق.. والخارجية المصرية وجدت نفسها وسط نيران دول قوية شارع وبرلمانات وحكومات ومعارضة كانت الخارجية المصرية توجه خطابها للمصريين فى محاولة للتهدئة.. فى الوقت الذى نشط حلف (تركيا قطر أمريكا) فى تسويق وصف الانقلاب بين مراكز قوى مؤثرة فى العالم.
وخلال تلك الفترة كان الملك عبد الله واضح وصريحًا وأعلن بقوة انحياز المملكة السعودية للشعب المصرى ولتطلعات المصريين.. ضد الإرهاب وكل القوى التى ترفض هذا التغيير.
التحركات السعودية اتسمت بالسرعة فى سابقة مهمة.. لم تلتفت للحسابات أو لما يصيب المملكة من أضرار نتيجة استبعاد ثورة يونيو لتيار إسلامى راديكالى يتمتع بأصدقاء لا يعترفون إلا بلغة التفجيرات..
كانت توجيهات الملك عبد الله للخارجية السعودية واضحة بعث بوزير الخارجية سعود الفيصل إلى فرنسا، انجلترا، إيطاليا، وإلى أمريكا مستخدمًا جميع أوراق الضغط.
كنت أتابع الوزير السعودى فى المؤتمرات الصحفية مع كبار تلك الدول وهو يعلن مساندة المملكة للشعب المصرى الذى قام بالغضب ضد حكم الإخوان فى يونيو 2013 .
لم تعبأ السعودية بأصوات الرفض لانها.. حددت هدفها وسعت لتحقيقه.. الهدف هو المحافظة على وحدة وقوة وعروبة وإسلام مصر.. معلنة أن وحدة وسلامة شعبها خط أحمر بالنسبة للسعودية.
إذن السعودية صرخت فانصاعت أمريكا وانزعجت تركيا وذعرت قطر.. وامتنعت ألمانيا وتبدلت وجهة نظر انجلترا.
والأهم أن الموقف السعودي.. نزع من الإخوان عملية المتاجرة بالإسلام والمسلمين!
وهى عملية أراها مهمة جدًا فى تفريغ  مضمون وقواعد بناء الإخوان، مما زاد عملية كشف مخططهم الحقيقى بالسيطرة على مصر وتصدير ما يحدث فيها إلى الدول العربية.
■ الموقف السعودى المؤيد ليونيو لعب الدور الأهم فى تفهم العالم للحدث وتأييده.
الرؤية السعودية تطابقت مع رؤية مصر بضرورة مواجهة الصعود الراديكالى للجماعات المتطرفة.. تلك الجماعات التى اتخذت من الدين غطاء لتحركاتها ولجذب البسطاء من المصريين.. ولم تتوان فى اللجوء للقتل وسفك الدماء لتحقيق أطماعها غير المعلنة وهى الحكم.
السعودية انتهجت سياسة خارجية أكثر حزماً وقوة.. وهى عندما تغضب تربك العالم وهذا ما حدث فى موقفها المؤيد لمصر يونيو وطموح المصريين.
هكذا بدأت دول الرفض ليونيو تتراجع عن موقفها المتعنت والرافض لثورة المصريين.
نجحت السعودية أيضًا فى ترطيب  الأجواء داخل مصر ولعبت دورًا مهمًا غير معلن فى تراجع بعض التيارات الدينية عن موقفها المؤيد للإخوان.
حزمة المساعدات الاقتصادية التى التزمت بها السعوية لمساندة الاقتصاد المصرى وما قدمته فى هذا الشأن كان وراء وقف تدهور الاقتصاد المصرى وانهياره بعد محاصرة أمريكا والبنك الدولى تحديدًا ومنع تقديم أى مساندة فى هذا الشأن.
وأعتقد أن زيارة د. الببلاوى اليوم للرياض ومباحثاته عنواناً للعلاقة بين القاهرة والرياض.