
كمال عامر
المربع القاتل
■ المرور أصبح مجنونًا، مرة أقطع المسافة بين مسكنى فى روكسى بمصر الجديدة وعملى فى شارع قصر العينى فى ربع ساعة.. وعند العودة نصف ساعة وأنا سعيد.. لكن هناك مربعًا قاتلاً.. وأنت وبختك وهو قصر العينى ووزارة الداخلية أو الكورنيش وبداخل هذه الاتجاهات التحرير.
أسوأ ما فى الأمر يمكن تدارك عملية غلق شوارع لحماية أقسام أو وزارة الداخلية أو غيرها.. لكن المستفز فى الموضوع أن عددًا من أصحاب السيارات يزيدون الأمر تعقيدًا عندما يغلقون شريان المرور بركنة على حافة الطريق.. أو سائق تاكسى جاى من الشمال كاسر يمين وهو عاوز الشمال.. أو قائد مركبة فى عملية عند يقطع ويغلق تقاطعًا وطابور السيارات أمامه مما يفقد فرصة الخلخلة للمتقاطع معه فنقف نحن ومن يتقاطع معنا!
رجل المرور أصبح أكثر ذكاء.. عندما يرى مثل هذه الحالة هو يتراجع لم يعد يتدخل فى عراك أو خناقة.. الرجل بيحافظ على صورته وبيساعد بطريقة أو بأخرى.
والحل: أنا شايف أن الحالة هتستمر حتى انتخابات الرئيس المقبل.. والمهم أن حالة المرور ليست مزعجة بقدر إنها مجنونة.. أمس الأول من مساكن شيراتون حتى قصر العينى فى 28 دقيقة.. من صلاح سالم ونفق الأزهر والمحافظة ووزارة العدل والمبتديان ثم قصر العينى.. وعند العودة كوبرى أكتوبر فى بعض المسافات خنقة والأكثرية سهل.
طيب هل بعد الانتخابات يمكن أن تكون هناك انفراجة؟!
أنا شايف ممكن بشرط التعاون من أصحاب السيارات أولاً.
■ حاجة غريبة ومهمة برغم غلق مساحات من شوارع إلا أن المرور لم تزداد مشاكله بل يتساوى فى درجة السيولة مع الحركة قبل الغلق إذًا العملية محيرة ومجنونة.
الوضع الحالى لا يمكن أن يستمر.. فى ظل ظروف طارئة قد تحدث أو تظهر أصبح كل شىء مؤجلا، أو غير دقيق خاصة أن أحدًا منا لا يملك دقة المواعيد.
■ أسئلة مشروعة: هل هناك خطط لبناء جراجات.. لنقل الوزارات.. لنقل التليفزيون إلى خارج الكتلة القاتلة أو المربع القاتل هل هناك رغبة أكيدة فى بناء محاور عرضية وطولية كما كان مخططًا.. العلاج سهل. لكن يحتاج لقرارات وفلوس وإرادة.
كل المشاكل لها حلول.. ومعروفة ومكتوبة فى الأدراج وتوفير الفلوس ممكن. لكن ينقصنا صاحب الإرادة والقوة الذى يمكن أن ينتصر على حزب الخراب.
والمسكنات.. مجموعة نرى أن شغلها لازم يكون بجوار البيت والمقهى! كفاية.. خلاص.. اتخنقنا.. البلد ضاقت علينا.. عاوزين نهاجر للصحراء.. نشوف السماء والنجوم. وأعتقد أنا شخصيًا أننى لم أر السماء منذ فترة طويلة.
حتى الأرض التى أسير عليها لم أدقق فيها إلا عندما أصطدم بشىء ما.
■ إلى الرئيس المقبل: هل تسمعنى.. يا ترى هتعمل إية فى المرور.. حياتى أصبحت محددة بستائر أسمنت ما هذه الحياة المحاصر فيها الشخص بكتل خرسانية و.. عاوزين سيارات تطير.. وتوكتوك طائر.. عاوزين نتنفس.. لقد بدأت أمنياتى تتبدل من.. إلى.. أقصد إلى شارع يضمن لى الوصول فى الموعد المحدد.