قرارات مؤلمة.. للإصلاح

■ أعلنت انزعاجى من المرور المجنون والذى يرفض التعبير عنه من خلال الراديو أو الخبراء من الشرطة.
أكثر من مرة أستمع عن أزمة أو اختناق أو مرور وأنا داخل السيارة وتتضح لى الرؤية على الطبيعة أن المرور آخر حلاوة و«سلاسة» و«جمال» ولاتوجد اختناقات.. السبب أن الأزمات مؤقتة ويمكن أن تختفى فى المسافة ما بين المشاهدة والبلاغ أكثر من مرة وأنا متجه الى شارع صلاح سالم أستمع إلى نجوم «إف.إم» يستضيف أحد رجال المرور وهو يحذرنى من صلاح سالم رايح.. جاى.. وعندما أصل إلى الطريق أجد المرور «حلاوة» و«ماشية» اختناق بسيط أمام كوبرى أو سيارة معطلة.. هذا يدفعنى دائما إلى عدم الخوف من الانذارات المرورية.
■ حتى عندما استمعت وأخذت طريقا بديلا للوصول إلى قصر العينى من روكسى حيث سلكت ترعة الإسماعيلية إلى كورنيش النيل حتى جاردن سيتى كان يوم أزرق بألوان غامقة!!
■ الملاحظ أن فتح طريق قصر العينى منح السيارات فرصة المرور السهل.. ويجب أن نتفهم أن نسبة كبيرة من سائقى السيارات وأصحابها يمتنعون عن النزول بالسيارات أضف إلى ذلك أن معظم الشركات الخاصة متوقفة عن العمل.
الخلاصة أن أزمة المرور تحتاج من الآن لحلول للأمراض المزمنة.. ولكن البداية بدء تنفيذ قرار نقل مربع الوزارات إلى أول طريق السويس والأرض هناك مخصصة لعدد من الوزارات.. ثم البدء من الآن فى تنفيذ قراراً بنقل مجمع التحرير وأيضا التليفزيون إلى 6 أكتوبر.. القرارات موجودة ولكن نحتاج لشخص قوى يبدأ بالفعل فى التنفيذ من الآن.. العملية لن تتم فى يوم وليلة بل تحتاج لسنوات خلالها يقوم العاملين بتوفيق أوضاعهم خاصة مع مد مترو الأنفاق وتوفير مدن سكنية للعاملون!! الرئيس السادات كان قد قرر نقل الوزارات خارج القاهرة وبدأ فى بناء وزارة الاسكان بمدينة السادات.. لكن النقل توقف.. يعنى أن هناك من هو فوق رئيس الجمهورية.
أعلم أن الوقت غير مناسب لمثل هذه القرارات لأن نصف مليون موظف فى التليفزيون والمجمع ووزارات التعليم والاسكان والصحة والعدل والتعليم العالى والداخلية قد يغضبون والدولة ليست فى حاجة لزيادة أعداد الغاضبين كفاية الإخوان وأنصارهم.. لكن يجب أن نتقبل بناء مصر الجديدة مهما كانت التضحيات لأن الحلول الحالية لأى أزمة موجودة هى بمثابة مسكنات.. السؤال: هل جاء وقت الجرأة فى اتخاذ القرارات المصيرية؟ أم سنظل نتصالح مع مخالفات المبانى والفلاحين وغيرهم تحسبا لموقفهم من الانتخابات؟
أتمنى أن نتخلص من تلك المشاكل المزمنة على الاقل من أجل أولادنا احنا خلاص راحت علينا وراضيين بأى كلام معسول.. لكن أولادنا وهنا الخطورة لن يتفهموا أى مبررات للتأخير فى تنظيم أوضاع البلد.
■ أنا متفهم بأن الرئيس القوى القادم يمكنه أن يطرح كل الحلول للمشاكل المزمنة التى عانينا منها ومازلنا.. اتفهم أن انتخابه بإرادة شعبية وبتوافق وهذا معناه تفويض باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحل مشاكل المصريين وصناعة مستقبل أفضل لأولادنا.
■ نعم هناك رشاوى حكومية متنوعة.. تقدمها الحكومة عن طيب خاطر لمجموعات فى الصناعة والزراعة وغيرها.. وهناك أمور قد لا تستقيم مع التغيرات والضروريات المطلوبة لتعانى مصر وأعتقد أن هذه الرشاوى لا يمكن أن تستمر لأن ظروف مصر الاقتصادية صعبة بل مؤلمة ولا يمكن أن تظل الحكومة تدفع أجورا دون عمل!!