
كمال عامر
عبد العزيز والتطرف بالجامعات
■ بعد غياب أكثر من خمسة عشر عامًا.. التقى وزير الشباب خالد عبد العزيز بقيادات الاتحادات الطلابية فى معسكر خصص لهم ببورسعيد.
مجرد اللقاء خبر بالنسبة لى من العيار الثقيل.. لا تندهش!! إذا علمت بأن السيد وزير التعليم الأسبق حسين كامل بهاء الدين كان قد أصدر قرارًا فى التسعينيات بمنع دخول أى وزير للشباب للجامعة ومنع اجتماعه بأى طالب جامعي.. والأخطر حظر تعامل الأسر وقطاعات رعاية الطلبة مع وزارة الشباب. ومازال سياريًا حتي الآن.
رفع د. حسين كامل بهاء الدين شعار الجامعة لا تدار من الخارج ضد وزير الشباب عبد المنعم عمارة بعد أن سرق عمارة كل الأضواء من وزير التعليم ورؤساء وأساتذة الجامعات بما حققه من تواصل مع الحركة الشبابية خاصة طلبة الجامعات.
■ خالد عبد العزيز نجح فى اختراق القرار وذهب إلى جامعة الأزهر تضامنًا مع الاعتدال وداعيًا لمحاصرة التطرف أيًا كان اتجاهه فى الوقت الذى ذهب وزراء إلى منازلهم وحاربوا المتطرفين من الطلاب من مكاتب مكيفة خوفًا على حياتهم أو وفقًا لحسابات شخصية وطموحات سياسية..!
■ خالد عبد العزيز وزير الشباب كان من الذكاء عندما درس واستوعب المشاكل التى تعانى منها المنظومة الشبابية سواء فى مراكز الشباب أو داخل الجامعات.
وبدأ فى طرح أولى خطواته العلاجية بأن أقدم على اقتحام أوكار التطرف بنفسه بشرح الحقائق وتوفيرها أمام الشباب.. عندما تفقد خالد عبد العزيز وزير الشباب جامعة الأزهر.. فى الوقت الذى اختفى د. حسام عيسى وزير التعليم العالى وغيره من الوزراء خلف مكاتبهم تأكدت بأن وزير الشباب قوى ويتمتع كعادته بالجرأة والثقة بالنفس!! وقد ناشدته ان يستمر فى التواصل الجاد والحقيقى مع شباب الجامعات وهم شريحة تلعب دورًا مهمًا فى تشكيل مصر الجديدة سواء فى الانتخابات أو فى الأنشطة السياسية عامة.
■ النجاح الذى سيحققه فى هذا الشأن بالتأكيد سيكون له صدى مهم بشأن الحياة السياسية والتطرف بشكل عام فى ظل وجود اضطرابات وقودها شباب جامعات وعمال وغيرهم وجدت من الضرورى أن يكون هناك خطة محددة للعمل مع شباب الجامعات تعتمد على الأنشطة والتدريب العقلى والتثقيف السياسى ورحلات عملية للخارج والداخل للتعرف على حقيقة ما يدور من أحداث لأن الشاب عادة لا يصدق ولا يقتنع إلا ما يلمسه أو يراه بنفسه!
خالد عبد العزيز وزير الشباب لم ينتظر وفوجئت أولًا بسفره إلى المحافظات أى إلى الكتل الشبابية ليرى على الطبيعة.
لم ينتظر الشباب فى مكتبه.. بل ذهب إليهم تفقد أماكن المعسكرات. وقد اندهشت لأن تفقد معسكر القرشى بالإسماعيلية وهو أقدم المعسكرات فى مصر وقد أهمل وكاد أن يغلق.. وقراره بتجهيزه لاستقبال أفواج من الشباب أيضًا من الأخبار التى أسعدتنى ودعوته لقيادات العمل الطلابى بالجامعات لمعسكر ببورسعيد لفتح نقاش مفتوح وهادئ مع هذه الشريحة.. أولاً للتعرف على ما يدور فى عقولهم ثم وضع خطط المساعدة. وعندما تلقيت أوراق النقاش والحوارات وورش العمل ودققت فيها أدركت أن خالد عبد العزيز أعاد لشباب مصر مكانتهم الصحيحة والتى حاربوا ومازالوا من أجلها وهى ضرورة التعاطى باحترام مع أفكارهم واتجاهاتهم.
■ خالد عبد العزيز يقوم بهدوء فى إعادة تنظيم الهرم الشبابى وقد سقط منه عدد كبير من الحجارة بفعل التصادم فى الأفكار والرؤى بين شباب الجامعات والقيادة فى مصر علي مدار سنوات.
■ أنا شخصيًا أتابع باحترام وتقدير خطوات خالد عبد العزيز وزير الشباب تجاه مشاكل قطاعه.. والنجاحات التى يحققها اعتقد أنها تحرج البعض وبرغم أنها تضع له عدادات.. لكن فى المقابل ألوف من شباب الجامعات أعاد لهم عبد عبد العزيز الأمل.. فى مشاركة حقيقية فى بناء مصر الجديدة.