
كمال عامر
اتخنقنا.. مطلوب استقرار
■ الله.. الله.. الله عليك يا بلدى.. يا مصر.. يا أم الدنيا.
أغضب.. أكاد أن «اتخنق».. قلبى لم يعد يسمع إلا الألم والمشاكل والمؤامرات عينى تؤلمنى.. دموع تغسلها عندما أدقق فى مجرد كلمة أو سطر..
يوميا.. نظرى لا يرى إلا سيارات.. حفر.. مطبات.. بقايا كراسى.. وبقايا جسد.. ذهبت إلى مستشفى عين شمس التخصصى.. وإلى مستشفى قصر العينى الجديد.. مشكلة ومواقف مؤلمة.. أطباء لا أعلم لماذا التحقوا بالطب أصلا طالما لا يؤمنون بالرسالة!
التمريض يتعامل بمزاجية كل الشكر لو مجرد حضر إليك للاطمئنان.. أسلوب صعب والأصعب أن المريض فى حاجة لعلاج نفسى قبل أن يكون جسديا.. وهو هنا يسقط نصف العلاج.
مشهد آخر.. مريضة تحتاج لحجرة فى مستشفى كليوباترا لأن الطبيب المعالج لها قال لها إما كليوباترا أو النزهة أو عين شمس التخصصى!! أهل المريضة تليفونات ورجاء وتوسل.. حجرة أو سرير فى المستشفى وهندفع.. إدارات المستشفيات ترد.. ليس هناك مكان!!
برغم الاسعار.. أيقنت أن الفقير ليس المرشح للموت وحده فى حالة مرضه.. بل الأغنياء أيضا.
■ يوميا أدقق فى الأسعار.. من سوبر ماركت المماليك أطلب سعيد أو أبوزيد لشراء الاحتياجات وتوصيلها لمنزلى أحاول أن أدفع أحد أولادى يتقدم الموجود منهم ليحاسب وعندما استفسرت جاءتنى الاجابة.. يا بابا الاسعار تضاعفت وأخاف عليك من الصدمة.. الاسعار تضاعفت فى بعض السلع و70٪ على الأخرى!
■ م.خالد البنا رجل أعمال أحد أصدقاء العمر.. سافر إلى أمريكا.. لا يمر يوم إلا ويسأل: مصر رايحة على فين!
رجال الاعمال هم ترمومتر الصادق لحال البلد لديهم مشاكل مع عمالة ترغب فى الحصول على كل حاجة دون جهد.. حتى الجهات الحكومية لم تعد تتمتع بقرارات لإنهاء الكثير من المشروعات مع المقاولين فى ظل غياب التمويل.
خالد البنا عندما نناقش مستقبل البلد أجده يطمح أن تكون مصر تتمتع باستقرار سياسى حيث إن هذا يصب فى صالح الاستقرار الأمنى وبالتالى الثقة بمصر من جانب رجال المال بالخارج وحتى المصريين.
وأنا أيضا لدى قناعة بأن مصر تعيش حالة استثنائية نحتاج فيها لرئيس قوى واستثنائى وهو ما يصب فى صالح السيسى لمدة.. البلد يكون أكثر هدوءاً وظهرت معالم الطريق وعلمنا أين نتجه يعنى ترتيب البيت.
فى مصر نعيش حالة من التشتت وغياب الحقائق.. اجهاد عقلى وبصرى وجسدى.. مشاكل من كل نوع.. طرق غابت عنها يد الصيانة إعلام يصرخ فى وجه الجميع لجر الشكل ربما يظهر له عدو.. الأخطر.. نعيش جو السودان.. كلام وجدل سياسى لا يفيد.. واتفاق تام بين الجميع بضرورة الحصول على المكاسب أولا قبل أن نجيب على سؤال: ماذا سنقدم مقابل ذلك؟
نعيش حالة من التنافر بين المستقبل وضروريات العمل والمطالب سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة!
برغم كل ذلك.. لدى كل الثقة بأن مصر تتجه إلى التعافى حتى لو ببطىء عملية وقت وأن الطريق الذى اخترناه فى ترتيب البيت المصرى.. حتى لو لم يكن هو أفضل الطرق.. لكنه هو الاكثر أمانا فى الوصول.
■ العمر يمر.. والصور أمامى تمر. والاحداث متلاحقة.. المؤلم أنك عندما تعلم حقيقة الاحداث وأسبابها وتشرح تجد من يرفض ويصرخ.. وبعد أيام أو شهور تجده يعود ويقول لك: «والله أنت صح» أحزن جدا لان الوقت الذى ضاع حتى إعلان الحقيقة هو عمر البلد.
■ فى اجتماع مجلس التحرير بالجريدة الأربعاء الماضى قلت إن زيارة السيسى إلى روسيا زلزال سيضرب الغرب.. وشرحت: عبدالناصر اتجه إلى تشيكو سلوفاكيا للحصول على السلاح الشرقى.. دبرت أمريكا له 1967 والمشير السيسى يعيد التاريخ وزيارته إلى روسيا صفعة وانذار لأمريكا.. والنتيجة إما أن تستيقظ أمريكا وتعيد النظر فى سياستها المذبذبة تجاه مصر أو تضمر لنا شرا وقلت لزملائى أخشى أن تبدأ أمريكا خطتها للنيل من السيسى عن طريق ليبيا.
وهى الجهة المرشحة.. لدرجة أن الزميل محمد شعبان المحرر بالجريدة قال لى ليبيا مفهاش حكومة ولا جيش ولا أحد يضبط الحدود وقلت له: افتكر كلامى.. المهم بعد هذا الحوار بـ24 ساعة شاهدت انقلابا فى ليبيا من عسكرى ليبى أقام فى أمريكا 20 عاما.
على المصريين أن ينتبهوا.. أمريكا لن تترك مصر تتحرر منها وتتجه إلى روسيا.. علينا دعم السيسى والانتباه للمؤامرات الخارجية بمساعدة قوى الداخل.