
كمال عامر
أمريكا من عبدالناصر إلى السيسى
توقعت أن تغضب أمريكا من زيارة المشير السيسى إلى روسيا.. وإنها قد تلجأ للخيار الثانى وهو تصدير القلق إلى مصر.. أو تستسلم وتحتوى غضب الشعب المصرى.
أمريكا لن تغفر للمشير السيسى أنه الرجل الذى رفع فى وجهها الكارت الأحمر.. وأنه هدد مصالحها فى الشرق الأوسط وأصاب الإدارة الأمريكية بحالة من الارتباك.
أمريكا لن تغفر للسيسى أنه كسر احتكار أمريكا وسيطرتها على دول الشرق الأوسط.. وهدد القوات الأمريكية المتمركزة فى قطر وأفغانستان، لأن عودة الدب الروسى للمياه الدافئة تعنى تحجيم القوة الأمريكية.
أمريكا لن تغفر للسيسى أنه أعاد العروبة إلى مصر وأعادنا إلى الأشقاء العرب السعودية، الإمارات، الكويت، وغرس داخل المصريين أن الأمة العربية هى عالمنا الذى نعيشه ويجب أن ندافع عنه ضد المخاطر والمخاطر هنا والتهديدات أمريكية وإسرائيلية.
أمريكا لن تغفر للسيسى أنه أجهض مشروعها بتمزيق الأمة العربية إلى دويلات تكون إسرائيل هى الدولة الوحيدة القوية لتحكم قبضتها على كل الدول العربية.. هذا السيناريو سيستمر عشرات السنين إلى أن يظهر مينا ليوحد مصر.. والسنوسى ليوحد ليبيا وهكذا.
بدلا من تشرذم الدول وتفتيتها.. الدول العربية الآن بقيادة مصر تبحث عن الوحدة الاقتصادية والعسكرية وتفعيل المواثيق والمعاهدات الموجودة «الله الله» بدلا من تقسيم البلدان العربية أصبحنا بعد 30 يونيو نبحث عن الوحدة.
أمريكا لن تسكت.. لأن وحدة مصر وقوتها واتحادها مع السعودية، الإمارات، والكويت بتشكيل تكتل قوى اقتصادى وسياسى وعسكرى كلها أمور تصب فى صالح الأمة العربية وتغضب أمريكا.
الآن أمريكا عن طريق ليبيا تحاول تصدير القلاقل!!
أمريكا لا يمكنها أن تنسج مؤامرة ضد الجيش المصرى والسيسى، كما حدث فى 76 لأن الظروف اختلفت والمصريين أصبحوا أكثر يقظة.. لكنها قد تلجأ لمتآمرين من الداخل للمشاركة فى تفتيت الاستقرار وإلحاق الضرر بمصر والمصريين.. الغضب الأمريكى فرصة لأصحاب التمويل ممن فضحتهم التسجيلات والذين لعبوا دورا تخريبيا فى يناير وما زالوا يحاولون ضرب القوات المسلحة وتصدير القلاقل إليها.. أمريكا سوف تستعين بتلك الشرعية لتسويق خطتها ضد مصر والمصريين.
أكرر.. الخطر قادم من ليبيا، قد لا تتبلور الخطط الآن.. لكن علينا أن ننتبه لهذا الخطر.. إنهم يحاولون استنزاف قوة المصريين.
خلال الأيام المقبلة - أسبوع على الأكثر - سيتضح سلوك أمريكا.. إما أن يصلها تهديدات مصر وبالتالى تعيد النظر فى سياستها وترفع يدها عن مساندة الإخوان والانحياز للمصريين... أو تعاند وتظهر غضبها.
أنا أتوقع أن تظهر أمريكا غضبها.. ولذا علينا التعاون فى كشف جيوب الفتنة بالداخل.. والاصطفاف خلف جيش مصر وقياداته.
ورقة أمريكا والغرب للعب ضد مصر هى إخوانية.. ورغم أنها محروقة أكرر.. لن يتكرر سيناريو 76 ضد السيسى.
الغرب عاقب ناصر على تنويع مصادر السلاح.. والسيسى يحاول جاهدا حماية مصالح مصر والمصريين بعد قرار أمريكا بوقف تصدير السلاح إلى مصر،.. وهو قرار يلحق الضرر بالسيادة المصرية.. وكان على المشير أن يتجه شرقا.
الرئيس أوباما غير مدرك أن مشروعه شرق أوسط جديد موال لأمريكا وخادم لإسرائيل قد أسقطه الشعب المصرى فى 30 يونيو وعليه ألا يحارب مصر وشعبها وجيشها.. مهما أنفق ودفع لن ينجح فى تمرير خططه.. الشعب استقيظ.