
كمال عامر
طائرات إسرائيل وصواريخ مصر
■ إسرائيل تملك طائرات لا يرصدها الرادار.. يمكنها تنفيذ مهمات داخل البلاد.. وإثيوبيا تهدد الأمن القومى المصرى بسد النهضة الذى يجب التعامل معه الآن وليس غداً.. لأن اكتمال البناء يعنى أمراً واقعاً وغير قابل للإزالة أو التعامل معه بأى طريقة لأن هذا معناه غرق الملايين.
فى نفس الوقت أمريكا أوقفت الصفقات العسكرية المبرمة مع مصر سواء عن طريق المعونة أو غيرها.. ألغت موعد تسليم طائرات «F16» ألمانيا وإنجلترا يباطئان فى تسليم ما تم الاتفاق عليه مع مصر!
إذن مصر تواجه أزمة بشأن استكمال منظومة التسليح قد تلحق الضرر بها.. مصر فى حاجة لصواريخ يمكنها اصطياد الطائرات الإسرائيلية.. فى حاجة لصواريخ بعيدة المدى للمحافظة على أمنها القومى ضد تهديدات لحياة المصريين والعرب.. فى حدود ليبيا جيش من المتطرفين قوامه 100 ألف متطوع هدفهم مصر وهم يعيشون فى معسكرات للتدريب.. مصر فى حاجة لتجديد قدرات وتطويرها فى هذا الشأن.
مصر تواجه إرهاباً منظماً ممولاً من حكومات ومخابرات.. وتعيش الآن أزمات متنوعة.
إذن ماذا تفعل مصر جراء الضغوط المتنوعة فى الداخل والخارج.
وفى ظل الحصار الغربى ومساندة أمريكا للمعارضة المسلحة ــ «الإخوان» ــ كان على مصر التحرك وفتح أسواق جديدة والبحث عن مساندة.. كانت زيارة المشير السيسى إلى روسيا وهى زيارة أرى أنها كانت ضرورية.. أولاً لبعث رسالة لأمريكا بأن للصبر حدود.. وأن مصر ستظل مستقلة القرار والتوجه.. وأن المصريين يشعرون بالغضب من المواقف والمعايير المزدوجة لأمريكا!
المشير السيسى فى روسيا سواء تمت صفقات لشراء أسلحة روسية من طائرات متقدمة لتواكب تطور سلاح الطيران الإسرائيلى بمساعدة أمريكا.. أو لشراء صواريخ لتكملة منظومة حماية مصر والمصريين.. كلها أمور عادية ومعروفة.
بدون شك إن اعتماد مصر على التسليح الأمريكى لعشرات السنين أدى إلى إلحاق الضرر بأى تغيير فى موقف المورد للسلاح سواء بتأخير الاستلام أو إلغاء الصفقات، المشير السيسى وجد نفسه مدفوعاً لضرورة السفر إلى روسيا والدخول فى مفاوضات بشأن تعويض النقص فى الأسلحة!
معظم دول العالم تلجأ لتنوع مصادر السلاح حتى لا تقع فى مأزق عندما يحدث خلاف مع المورد.. كما حدث بين مصر وأمريكا.
وأعتقد كما سبق أن كتبت أن أمريكا الغاضبة الآن لن تكتفى بضياع مصر وسوف نلجأ لكل الخيارات.. أمريكا لا يهمها الإسلام ولا المسلمين.. هى تبحث عن مصالحها وأكرر.. الإخوان كانوا قد منحوا أمريكا توقيعا على بياض.. مصر الآن لا تفرط فى كرامتها.. وأمريكا منزعجة تماما من النهج المصرى وأيضا من السيسى هو بالنسبة لها شخص مزعج وهو ما يؤكد لى أن وطنية وزير الدفاع وغيرته على وحدة وسلامة البلد مؤكدة.