الببلاوى وحكومة الأيدى النظيفة

■ عندما يتم تعيينك رئيسا لفريق اخماد حرائق ويتم اتخاذ القرار أثناء وجودك بين نيران كثيفة تواجهها بجردل مياه وشوية رمل.. انت هنا أمام خياران.. الرفض لأنك لا  تعلم هل ستبقى حيا وهل ستهزم النيران أم لا؟
 أو القبول وأنت مدرك أنك أيضا قد تفشل فى اخماد الحريق والويل لك.
 هذا هو ما حدث للدكتور حازم الببلاوى ومجموعة الوزراء  العاملين معه.. الرجل وافق على توليه المنصب وهو مدرك أن مهمته فى تحقيق انجازات تتلاءم مع حلمه فى خدمة البلد شبه مستحيلة.. البلد «مولع نار».. والنيران فى كل مكان.. ووسائل الاطفاء مياه مقطوعة وخراطيم مخرومة!
 لكن تعالوا ندقق فى المشهد.. الآن اختفت ظاهرة حصار مدينة الإنتاج الإعلامي.. وتهديد الأقسام كما حدث لقسم الدقى والافراج عن المتهمين بقوة السلاح!
الآن  اختفت - طوابير البنزين وقطع الطرق من أجل جركن جاز.. وظاهرة الخطف مقابل الأموال.
 بالفعل فى العملية الاقتصادية مصر كانت أشبه بسيارة تتجه للخلف وانزلقت من فوق الربوة إلى القطاع و«غرزت».. الببلاوى نجح فى تحريرها من الغرز ثم بدأ فى سحبها أعلى الجبل لوضعها على الطريق الصحيح للعودة للانطلاق أنا هنا اشيد بالببلاوى ووزراء عملوا تحت القصف وهو قصف أقل أنواعه الخرطوش أو حتى الرصاص.. قصف إعلامي.. ولأننا نعيش وسط افلاس متنوع.. فالإعلام وجد فى الببلاوى ووزراء حكومته هدفا يوميا للاغتيال والشتيمة وغيرها.
 حتى لم يجدوا حولهم إلا شجاعة اسمها وزراء حكومة الببلاوى.. وهات يا هجوم.. الببلاوى حاول فك الحصار الاقتصادى المضروب حول مصر من دول العالم..  قدم الحماية للمسار الديمقراطى واتخذ الإجراءات الديمقراطية السلمية فى تعامله مع الإرهاب والإرهابيين.. رفض اقتحام جامعات مصر للمحافظة على حياة شباب الجامعات وأيضا على صورة مصر بالخارج.
 عندما ايقن أن الإخوان يستدرجون الحكومة للاقدام على مذبحة داخل الجامعات يمكنهم تسويتها بالخارج للحصول على تأييد وهو نفس سيناريو موقعه شارع النصر بجوار المنصة.. عندما ايقن الإخوان أن العالم انبهر بحشود المصريين ضدهم.. دبروا موت خمسة وثلاثين منهم بعد تصادمهم الدموى مع الشرطة!
 حكومة د. الببلاوى هى صاحبة اليد النظيفة وليست المرتعشة.. بدأت فى بناء 50 ألف وحدة اسكان بالمحافظات.. البدء فى  علاج ملف العشوائيات واستيراد الوقود وعلاقات متميزة مع السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن ودول العالم توجت بروسيا.. حكومة الببلاوى اعفت طلاب المدارس من المصاريف وبدأت فى حل مشاكل الاقتصاد.. ومصالحة رجال الأعمال.
 أنا هنا أدافع عن حكومة لم تعد فى قوتها.. لقد تآمر عليها أصناف من البشر.. إخوان وسياسيون غاضبون من كشف القناع عنهم وانتهازيون ايقنوا أن الدولة بدأت تتعافى وأنه السيناريوهات المزورة للوصول إلى مصالح فردية وتحقيق مغانم انكشفت.. الببلاوى وحكومة دفعوا ثمنًا لاخطاء وأحقاد متنوعة.