
كمال عامر
محلب والانتهازيون.. الجدد
■ أشفق على مهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الجديد بعد نجاته من لغم التشكيل وما ثار حول الترشيحات الأولى وما بين الاختيار ثم التغيير.. الاعتذار وهو ما يؤكد أن الرجل هو المكلف الوحيد بالاختيار وليست هناك جهة للمساندة وهذا ما يؤكد لى صعوبة المهمة الملقاة على إبراهيم محلب.
بمعنى أدق الراجل يواجه مشاكل مصر وحده دون مساندة من أحد وهو ما يضاعف حجم الضغوط التى تحيط به.
إبراهيم محلب قضى حياته كلها كمهندس «شغال» بمعنى ممارس لمهنته وفى الهندسة واحد + واحد= اثنين وهو ما يعنى أن الرجل يصدر قراراته بناء على ما لديه أو أمامه من معلومات وحقائق وأرقام، ومن هنا تأتى المشكلة.. دولاب العمل فى الوزارات والهيئات خلال الثلاث سنوات الأخيرة تراجع فى عمله خشية من الانفلات الموجود أصبحت البيانات مزورة والحقائق متداخلة وغير مؤكدة، بالتالى معظم القرارات لم تنجح بنسبة مرضية.. ثم الوزراء عاشوا أياما سوداء.. وهم الآن فى مرحلة التعافى.. قدموا لنا الأمل فى الحلول.
يعنى باختصار مهمة محلب ليست بالسهولة.. والرجل لا يملك عصا سحرية لمشاكل مؤكدة ومؤلمة.. ومن هنا يجب أن نصبر ونساعد محلب فى مهمته.
مشاكل مصر ملخبطة ومتداخلة.. ويمكن حلها على مراحل.. محلب يمكنه البدء على التوازى فى حلول لعدد من المشاكل مثل الأمن والمرور والاقتصاد والاسكان.. خطوط متوازية وحلول متوازنة.
■ مثلا يبدأ فى إنشاء المحاور الطولية والعرضية حول القاهرة للتخفيف من الضغوط على الطرق.. نقل مربع الوزارات لتفريغ القاهرة.. البدء فى إنشاء مبنى جديد للتليفزيون فى 6 أكتوبر بمدينة الانتاج الإعلامى.. مشروع للصحة وعلاج قصور المستشفيات بعد أن وصل حالها أن الغنى والفقير مكتوب عليه الموت فيها!!
محلب من الممكن أن يدخل التاريخ لو نفذ خططا وحلولا لمشاكل كبرى ولأن مثل هذه الحلول تحتاج لعدد من السنوات إذن البداية لن تكون مكلفة للوزارة الجديدة.. ثم الناس عاوزه تغيير بالفعل وبالتالى سننتظر ونراقب!
■ أخشى على مهندس محلب من الانشغال بالعملية التنسيقية والروتين وتضارب الاختصاصات بين الوزراء وبالتالى إضاعة الوقت ومرور الزمن.
محلب وزير ناجح.. والناس كلها تأمل فى أن يكون رئيس وزراء ناجحا.
■ الاضرابات اختفت أو تأجلت.. الإخوان لا يمكنهم وحدهم دفع الناس للاضرابات فى وقت واحد.. إذن هناك من هم يستغلون الموقف ويلعبون لصالح أنفسهم!!
■ محلب رجل طيب.. ويحتاج المساندة.. وإذا كانت هناك جهات لا يسعدها نجاح مسئول إذن الحل هو الالتفاف بتقديم المساندة للوزراء على الاقل لحل المشاكل التى تكاد تقتلنا.
■ هناك من استغل مشاكلنا.. وتاجر فى همومنا.. ولعب على آلامنا ومعاناتنا.. هؤلاء هم أخطر من الإخوان.. إنهم الانتهازيون الجدد لا يطلقون لحاهم ولا يرتدون الجلباب.. بل هم فى كل موقع عمل ووزارة.. من الصعب رصدهم هؤلاء كشفتهم أشرطة القاهرة والناس والأغلبية لم يتم الكشف عن جرائمهم بعد.
علينا أن نستيقظ مما نحن فيه.. يجب مساندة محلب فيما لو أردنا له النجاح وحل مشاكلنا..على الاقل أن لم يكن بالجهود الإيجابية بالامتناع عما يزيد من المشاكل..