
كمال عامر
ألغام.. أمام الرئيس
■ التغيير الذى حدث على المصريين.. أنهم أصبحوا أكثر إدراكًا بالمشاكل الحقيقية التى تواجه الشعب وأيضًا معرفة بالعلاج.. وحتى الآن مازالت عملية جس نبض تجاه كيف نبدأ فى الحل موجودة بين الشعب والحكومة.
الآن الجميع يحمل الحكومة كل المشاكل ويتكاسل بالبحث عن حلول مع الاعتماد الكامل على الحكومة.. الإعلام والنشطاء والسياسيون وغيرهم شرائح لم تهتم فى توجيه اللوم على المقصرين من الشعب خوفًا من رد الفعل ثم الحكومة ليس لها من يغضب من أجلها!
الآن نسبة كبيرة من المصريين يدركون أن مشاكلنا مؤلمة وعميقة، وأن البلد محتاجة مشروعات ضخمة تمتص العاطلين وإسكان يلبى رغبة الأغلبية وشوارع وبلد تانية، والأغلبية تطلب الحد الأدنى من العيشة الكريمة.
لدينا وعى بمن يمد لنا العون ومن يحاول حرق البلد سواء من حكومات أو أفراد.. ومن يضحك علينا ويتلاعب بمشاعرنا وبقوت يومنا.
■ الآن نعيش فترة ريبة.. الشعب ينتظر نتيجة الضغوط التى تمارس ضد الحكومة والمسئولين إنهم ينتظرون دور الحكومة فى حل المشاكل دون أن يتعهد أحد منا ببذل جهود للمساعدة فى الحلول!
■ طيب أمتى تنتهى فترة الريبة أو الترقب أتوقع حتى انتخاب رئيس الجمهورية القادم وقتها ملامح العمل بناء على اسم الرئيس وستظهر أسئلة: هل رئيس مصر قادر على تقديم حلول للمشاكل العميقة مثل التعليم والصحة والمواصلات والاقتصاد والأمن؟!
وهل يمكنه أن يعيد اكتشاف شخصية المصرى ويدفع فى اتجاه جذبه للمساعدة فى بناء البلد؟
■ وحكاية الاستيقاظ تحتاج إلى تأكيد من جانب الرئيس القادم لمصر وبأن الجهود المبذولة والإمكانيات المتاحة ستوجه إلى بناء مجتمع يتمتع فيه الجميع بالمساواة والعدل.
■ الرئيس القادم للبلد سيتحمل وسيواجه مصائب أو بلغة أقل حدة ألغامًا.. البلد منقسمة.. نصفها لا يعمل ومتفرغ للإعلام والهمبكة والمظاهرات وتوجيه تهم واصطناع مشاكل وندوات لحلها.. يعنى وقت ضايع دون عائد.. ونسبة أخرى عاوزة تشتغل، لكنها تؤمن بأن شغلها لا يعود بالفائدة عليها وتوفير الصحة أهم.. وعدد آخر من الشعب عنده قناعة بأن العمل لم تعد له قيمة.. والحكومة هى بابا وماما وعليها أن تدفع الأجور والأرباح والأوڤرتايم حتى لو لم يكن هناك عمل أصلاً.. هذا معناه كارثة لكنه حال البلد.. نعم آخر أمام رئيس مصر القادم.. جو الاستثمار فى مصر ـــ الآن ــ طارد للاستثمارات.. يعنى ولا دولار واحد سيدفع به أجنبى أو عربى للاستثمار فى البلد إلا بعد تنقية الأجواء وعمل حزمة حوافز بوضوح الدولة والعقلية الحكومية والشعبية لازم تتغير بأن تؤمن بأن رجل الأعمال العربى أو الأجنبى أو المصرى ليس «حرامى» بل عاوز يشتغل ويكسب فى نفس الوقت ويفتح باب العمل أمام الشباب ويسدد الالتزامات للضرائب والكهرباء والتأمينات ولازم يكسب.
يجب تغيير الفكر ونظرتنا نحو المستثمرين حتى لو أن هناك من عمل لنفسه منهم هذه أمور عادية تحدث فى وجود قوانين الاستثناءات فيها أكثر من الثوابت إذًا على الرئيس القادم، للبلد أن يواجه هذا اللغم.
■ لغم فى الصحة والتى لا تعترف بالفقراء وياريت زيارة إلى مستشفيات الحكومة والتأمين الصحى وأيضًا الاطلاع على أسعار مستشفيات القطاع الخاص.
■ لغم التعليم.. ولغم.. ولغم ولغم.. حياتنا كلها ألغام.
■ برغم كل ذلك أنا على يقين بأن هناك حلولاً ورئيس مصر القادم سينجح فى نزع فتيل تلك الألغام شرط أن نساعده ببذل الجهد كل فى موقعه.