السبت 13 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ليبيا.. المشكلة والحل!

ليبيا.. المشكلة والحل!






■ ليبيا الجار الغربى لنا.. وهى الأقرب إلى المصريين دخلنا مع ليبيا مرحلة وحدة.. ثم حدثت توترات.. وحتى الآن لم أر أو اسمع الأسباب الحقيقية وراء الابتعاد أو الجفاء السياسى الموجود منذ عشرات السنوات.
ليبيا مع القذافى أيضا عاشت معنا فى توتر.. وليبيا بعد القذافى مازالت تنتهج نفس السلوك.. وقد تتحمل القيادة المصرية نصيبا من هذا الجفاء وتأخير التقارب أو حتى الوحدة بين الدولتين.
الملاحظ الآن بعد الإطاحة بالعقيد القذافى أن المشاكل بين البلدين أكبر من مبررات الوحدة والتفاهم.. قد يكون الأشقاء فى الجار الغربى الآن مشغولين بمشاكلهم المعقدة وإيجاد حلول بصيغ وقيم جديدة لليبيا المستقبل ولكن وسط هذا الانشغال تصلنا رسائل بين الحين والآخر.. تعمق المشاكل بين الشعبين!!
أعترف بأننى منزعج جداً ومهموم بمشاكل الاشقاء فى ليبيا لأن هذا الوضع المتوتر ينعكس علينا فورا بل نكاد نعيشه!
أناقش بهدوء وأطرح أسئلة: فى ليبيا سوق عمل واسع وبنية أساسية تحتاج لكل أنوع العمالة.. وأرض تطلب الاستصلاح.. وقد زرت ليبيا مرتين شاهدت مدى احتياج هذه الدولة الغنية للتعمير والاستثمار والأيدى العاملة.. ومصر تملك ما تحتاجه ليبيا لكن الاشقاء فى الجار الغربى اعتمدوا على عمالة جنوب شرق آسيا واستغاثوا بالشركات العالمية ولا أريد أن أحمل الاشقاء فى ليبيا كل الأسباب!
طيب بالبلدى هو فيه إيه؟ ما هى الأسباب وراء تأخر التقارب المصرى - الليبى؟ القديم والمستمر.
بدون شك ألاحظ أن الاشقاء فى ليبيا غير مهتمين بتسويق ما لديهم فى مصر.. وغير مهتمين أيضا بالتواصل مع الشعب المصرى.. لم نسمع عن مؤتمرات أو ندوات حول البحث فى صيغ جديدة للتقارب بين البلدين وتنفيذ آليات أخرى لم نسمع عن تسلل ليبى إلى المثقفين أو الاعلام عن طريق معارض أو حوارات أو مجرد نقاش جاد مفتوح وكأن الاشقاء فى الجار الغربى اكتفوا بالمشاهدة.
نعم هناك أزمات مكتومة.. وهى ليست مع النظام الحالى.. بل ممتدة منذ سنوات.. وهو ما جعل المصريين لا يلتفتون إلى ليبيا إلا فى وقت الأزمات.. الصحافة المصرية لا تهتم بما يحدث فى الشقيقة ليبيا إلا عندما يحدث فيها مصيبة أو تنقل أخبارها عن طريق الاعلام الغربى الموجه.. وهو ما جعلنا نلحق الضرر بليبيا أمام المصريين دون أن ندرى.
أعتقد أنه حان الوقت لاكتشاف ليبيا وبذل مجهودات لفهم وادراك طبيعة الحياة وتفكير المواطن وتوجه الدولة..
مصر دولة شقيقة كبرى وعليها واجب والتزام أخلاقى تجاه كل العرب وليبيا ليست دولة عربية وإسلامية فقط بل جار لنا والرسول أوصى بسابع جار وليبيا هى الجار الأول.
■ سفير ليبيا بالقاهرة محمد فايز جبريل  مثقف بدرجة سياسى وهو شخصية بالفعل تعكس لنا التطور الذى حدث فى الأفكار والرؤى.. مُلم بأدق تفاصيل العلاقة بين مصر وليبيا وما تحتاجه والأهم أنه لا يقتنع بالشعارات بل يملك آليات للتقارب.
وأعتقد أن أفكاره نحو تقارب الشعبين تعتمد على كلمات وعناصر وأوراق بحث وأيضا ترجمة حقيقية على أرض الواقع لتلك الأفكار.
أنا شخصيا أتمنى أن يسشعر المصريون بالمصلحة فى التقارب والتعاون مع ليبيا. لأن هذا هو الشرط الأهم فى سبيل الوحدة أو التقارب وتوحيد الرؤى.
المصالح المشتركة هى أوضح سلاح لبناء علاقة قوية ومتينة تصمد أمام الرياح أو التقلبات السياسية من هنا أو هناك.
السفير الليبى بالقاهرة محمد فايز جبريل مقتنع مثلنا بأن البلدين يستحقان أكثر وأكثر من ناحية التعاون مما يحدث الآن.. هو يرى أن مصر تحتاج ليبيا وليبيا أيضا فى حاجة إلى مصر والتعاون الفعلى هو نقطة الانطلاقة.. ولتكن البداية على حد قوله «مساحات من الجانبين تقام فوقها مشروعات وطنية لخدمة اقتصاد البلدين.. فى الطاقة والاستثمار والصناعات مناطق حرة وإعادة تصنيع وتصدير وحركة مالية.. فى مجال الطاقة تحديدا.. ثلاثة معامل لتكرير البترول الخام وموانئ لتصديره بعد الاكتفاء الذاتى وهو ما يشبه بورصة للمواد البترولية فى تلك المنطقة فهل نبدأ من الآن؟