
كمال عامر
الإعلام المصرى وتجاهل ليبيا 4
■ كيف يمكن تحول الخلافات التاريخية مع ليبيا إلى مساحات اتفاق؟ ماذا يجب على الحكومة المصرية أن تفعله الآن من جانبها؟ وما المطلوب من ليبيا؟
■ فى الميدان الخلافات الموجودة بين البلدين ليست مسئولية القيادة الحالية؟ من هنا أو هناك بل متوارثة.. والظروف الحالية لا تشجع على البدء فى إزالة الألغام أمام العلاقة بين البلدين؟ نظراً للأحداث الجارية
طيب.. والحل؟
يجب على الإدارة المصرية إدراك أن لإخوان مصر أصدقاء فى ليبيا وهم وراء توتير العلاقات.. برغم أن إخوان ليبيا جزء من التركيبة السياسية.. لكن استبعاد إخوان مصر من العملية السياسية بعد 30 يونيو أزعج الجناح الليبيى وأرى أنه ما زال يعمل على تقديم المساندة لإخوان مصر بكل الطرق. وأعتقد أن التنسيق بين إخوان مصر وليبيا كان قد وصل إلى حالة من الانسجام والتوافق فى العديد من الأمور وهو ما صب فى توجيه أصابع الاتهامات إلى الجناح الليبى من الإخوان فى تهريب الأسلحة إلى مصر وغيرها بكميات كبيرة لصالح الإخوان منذ يناير 2011 وبصورة مباشرة ثم تهريبها بعد عزل الرئيس مرسى.. وما زالت أصابع الإتهام توجه إلى إخوان ليبيا بشأن توتير العلاقات المصرية ـ الليبية برغم أن هناك شواهد تؤكد أن يدًا أخرى تساعد فى ذلك خاصة أن التقارب بين البلدين قد يلحق الضرر بأطراف أخرى!
إذا من خلال الشواهد يمكن للحكومة المصرية أن تمتص الصدمات والرياح القادمة من الجار الغربى نظرًا لأن الاضطرابات هناك لم تحسم لصالح طرف وما زالت «يد» الدولة مرتعشة ووجود «جيوب» لمقاومة توحيد الشعب والأهداف.
مصر تتفهم ما يدور فى ليبيا سواء بين الأجنحة المتصارعة سياسيًا وأمنيًا.
وترصد الخروقات فى حق المصريين سواء كانت مبررة أو مزورة.
مصر تفهم وتعلم وفى نفس الوقت يجب على الحكومة المصرية أن تبذل جهدًا أكبر فى عملية الترويج بين الليبيين عن حرص مصر على سلامة ليبيا ومساندتها فى اعادة الاستقرار هناك حتى لو كنا منشغلين بالشأن المصرى!
■ المصريون بعد الشد والجذب وتشويه الإعلام المصرى للمواقف الليبية وحصر الاتهام فى أشخاص وجماعات هناك بعد أى موقف يحدث للمصريين ورفض الإعلام المصرى فى الوصول للحقائق على الأرض هناك أو منح المسئولين فى ليبيا فرصة على الأقل لكشف ما لديهم حول كل الأحداث التى يعيشها المصريون فى ليبيا.
أتصور أن تذهب كاميرات التليفزيون والفضائيات لتنقل لنا ما يحدث بين أسوار وحدود ليبيا؟
الإعلام المصرى اهتم بالرتوش ونقل عن الإعلام الغربى المشهد الليبى وهو جريمة أخلاقية!
المصريون الآن غير مهتمين بالشأن الليبى لموقف الإعلام السلبى مما يحدث هناك.. الجهل بالحقائق وراء اشعال النار على الحدود، حتى الآن لم تمنح وزيرًا ليبيًا مثلا فرصة للتحدث عن توقف الشاحنات، تهريب السلاح، مطاردة المصريين؟ والأهم هل تطبيق القوانين الليبية بشأن سلامة أوراق الموجودين على أرضها موجه ضد المصريين لنغضب أم ضد كل الجنسيات!
الإعلام فى مصر حكومى أو خاص وراء غياب ليبيا عن اهتمام المواطن المصرى البسيط وليس وزارة الخارجة التى تكتفى بالبيانات أو غيرها.
غياب الحقائق عن ليبيا أمرًا لا يمكن للحكومة المصرية أن تؤدى دورًا فى حل تلك الاشكالية لكن أيضًا الإعلام الخاص هو المنوط به وعلى الحكومة المصرية أن تساعد وأيضًا الحكومة الليبية؟
المواطن المصرى البسيط يستيقظ على أخبار منشورة فى صحافة مصر مثل:تعطيل وأسر شاحنات بضائع مصرية.. منع المصريين من الوصول إلى ليبيا.. قتل عدد من المصريين.. أسر وخطف عدد من المصريين.. تعطيل كل المشروعات الموقعة بين مصر وليبيا.. محاصرة السفارة المصرية والمطالبة بأحد الليبيين الموجودين بالقاهرة.. كلها عناوين زادت غضب المصريين.. رغم أن تكون هناك مبررات.
إذا على إعلام مصر أن يذهب إلى ليبيا لينقل لنا ما يحدث وإلا سيظل الجار الغربى مشوهًا فى عيون الشارع المصرى وهنا تكمن الأزمة.