الأربعاء 9 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عمر سليمان.. نزل الميدان

عمر سليمان.. نزل الميدان




■ عندما أقرأ لمرشح للرئاسة كلامًا ضد مرشح آخر أتأكد أن هذا المرشح ضعيف وثقته بنفسه وأنصاره مهتزة.
 
■ عندمان دفع الإخوان المسلمون بالشاطر للمنافسة علي منصب رئيس الجمهورية..انزعج البعض من المختلفين مع الحرية والعدالة.. وهاجموا الشاطر بضراوة ودافعت الحرية والعدالة وأنصارها عن الشاطر وقرارها بكل الطرق!!
 
وعندما دخل عمر سليمان السباق احتلت الحرية والعدالة موقع المهاجمين لها بخصوص ترشيح الشاطر.. وهاجمت سليمان.. المشهد يكشف عن فكر قديم وعقيم ظاهرياً هاجمناه وأنكرناه.. لكن الحقيقة المؤكدة أن هذا الفكر مازال هو السائد حتي بين السياسيين الجدد والذين وجعوا دماغنا برفعهم الشعارات، كنت أتمني أن تكون حقيقة بشأن الحرية والعدالة والديمقراطية.. إنهم لا يسمحون لأحد بالنقاش ولا الاختلاف.. يرفعون شعار الديمقراطية.. وهم أبعد ما يكون عنها والدليل الهجوم العنيف ضد أي شخص يحاول أن يقول كلمة أو رأي في موضوع ما.
 
كنت أتصور أننا بالفعل سوف نضع نظامًا جديدًا يدير البلاد يتعلم من خلاله الأبناء والأحفاد كل الحقائق الإنسانية من احترام الإنسان وحقوقه وخياراته وأيضًا العدل والمساواة والحرية والديمقراطية، أتصور أن النظام الجديد سيمنح الحصانة لأصحاب الرأي المخالف قبل المؤيدين.. وسوف يكون أحد أسباب اختفاء المصطلحات التي كانت متداولة بيننا مثل «العمالة».. «المؤامرة» وغيرهما من قاموس الحكم علي الأشخاص أو المواقف.
 
مع الأسف معركة الترشح لمنصب رئيس الجمهورية من خلال المتابعة الإعلامية كشفت لي عن أن النظام الجديد هو صورة من نظام ما قبل الثورة. نفس أدوات تصفية الخصوم أو المختلفين .. نفس حصيلة الاتهامات ضد من لم يوافق علي رأي ما.. ماذا تبدل في حياتنا السياسية؟!
 
■ عمر سليمان نزل الميدان.. وبدلاً من أن يحاول المختلفون معه الدخول معه في نقاش وحوار حول الأفكار والرؤي وخطط بناء مصر. أعتقد أنهم سوف يسلكون الطريق السهل ويحاولون ابتكار كلمات جديدة لقاموس الهجوم عليه وهي عملية تعني عندي إفلاس المعارضين للرجل واهتزاز ثقتهم بأنفسهم وفرصهم!!
 
■ مصر في حاجة لحكيم له خبرة في معالجة الأمور. العالم الان أصبح لا يسمح لثوري يهد مصالحه.. وعلينا جميعاً أن نعيد النظر في واقعنا وسلوكنا.. مع أن معظمنا علي علم بالأخطار التي تواجه مصر في تلك المرحلة التي تعيشها.. لكن في سبيل الحصول علي قطعة من التورتة الثورية لا أري أي اهتمام بالبحث في كيفية تخطي تلك المرحلة، ومعظمنا مُصر علي النظر تحت أقدامه!!
 
■ الحراك السياسي الموجود أمر حيوي علي الأقل لتوفير إجابات مقنعة أمام الناس حول الاتجاهات والقناعات والقرارات.. ولمعرفة المخادع والكاذب والمناور وأيضًا الوطني .. هي حالة مطلوبة لأن الناس لم تعد تقتنع بالنصائح وتفضل دائماً التجربة والاقتراب من الحدث بعدها تعلن حكمها.
 
■ الحرية والعدالة حزب مثل غيره.. هو صاحب الأغلبية والشعب يراقب.. أدق تفاصيل تحركات وتصرفات أعضاء الحزب.. ولأن هؤلاء في سنة أولي ديمقراطية أو عمل من هنا أجد أن معظمهم يتخبط في العمل والكلام.. أمور عادية خاصة مع إصرار الحزب علي التعامل مع أفراده علي أنهم أصحاب خبرة سياسية وهو غير صحيح.
 
بمرور الأيام قد يكتسب الحزب الخبرة.. لكن علي قيادته إعادة النظر في خريطة عمل الحزب والسلوكيات داخل البرلمان وخارجه.
 
علي الحرية والعدالة أن يعيدوا الثقة مع الناس وقد فقد الكثير من أسهمه والأخطر انخفاض معنويات أعضاء الحزب.
 
مصر لن يبنيها الحرية والعدالة وحده. ولا مصر القومي أو الوفد أو غيرها.
 
الأحزاب ضعيفة والظرف لا تسمح لأي منها بالتصدي لمشاكل وطن يسكنه 85 مليون مصر.
 
بناء مصر لن يكتمل إلا بجمع كل تلك القوي معاً. اثبتت الأحداث والمواقف أنه لا أحد بمن فيهم الإخوان المسلمون يمكنه الانفراد بالمشهد السياسي أو الاقتصادي.. إذاً يجب خلق آلية جديدة واقعية في هذا الشأن وأنا أراها في التوافق بين الجميع.
 
الإصرار علي الانفراد بالمشهد المصري يعني أن هذا الفصيل أو ذاك لا يعنيه لا مصر ولا المصريين. بل غنائم الحزب الوطني الديمقراطي.. وإرثه.